أما الملك فلا بواكي له !!!
د.حسام العبداللات
21 جمادى الأول 1433

لو كان الخطر الذي يُحدق بالوطن والملك مقتصراً على وجود عماد فاخوري والمرافق العسكري الأمين لهان الأمر رغم سوئه ، فقد تعودنا منذ إثنتا عشرة عاماً على وجود الأولاد الدجتالين في حاشية الملك من سمير الرفاعي الذي ورط الملك بتسجيل اراضي الخزينة بإسمه الى المحاسب محمد أبو طالب الذي "هرمنوه " فأصبح من حاملي لقب المعالي ، ولكن الخطر الحقيقي أن تلك الحاشية التي يتزعمها عماد أصبحت متغولة على قرارات الملك لأنها تملك قدرة حجب المعلومة والأشخاص عن الملك ، وهي التي تحدد الأولويات وتعرض البريد بالكيفية التي تريد ، وتقرب من تريد وتغتال الشخصية التي تريد . ورغم أنني على إطلاع بنفوذ عماد في الديوان الملكي ، الا انني لم أتخيل انه قد يصبح الشغل الشاغل لدائرة المخابرات العامة ومديرها فيصل الشوبكي وعسسه ، فتركت دائرة المخابرات التي كانت الى عهد قريب فخر الاردنيين وإعتزازهم واجباتها ، وتناست أننا نعيش في منطقة مضطربة تحتاج منها اليقظة والتركيز ، لا ان تسخر جهودها لمطاردة مقالة لي هنا أو هناك أنتقد فيها عماد فاخوري ، فيسعى الشوبكي وعسسه الى الضغط على وسائل الأعلام والمواقع الأخبارية لحذفها . وقد كنت قد كتبت عدة مقالات إخاطب فيها الملك قاصداً النصيحة وان كانت مغلفة بالمرارة أحياناً وخارج الكياسة أحياناً إخرى ، فتستدعيني المخابرات العامة وكنت حينها أغرق بالتفكير وأقول في نفسي لعل مقالتي أزعجت الملك فأوعز للمخابرات أن تستدعيني إما لتأنيبي أوإعتقالي ، ولكن عندما أحضر الى دائرة المخابرات العامة أجد أن همَهم فقط أن لا أكتب تلميحاً أو تصريحاً عن جلالة عماد فاخوري ، هزئت ورب البيت ، هل ضمنت دائرة المخابرات العامة غدر الكيان الصهيويني حتى لم يبقى لهاهمٌ سوى الضغط على الكتاب والصحافة الالكترونية لكي لا ينتقدوا عماد فيجرحوا مشاعر فخامته المرهفة ولو بكلمة حق ، فعلاً " زمان الشقلبه " ،المهم أنني علمت أن الملك لا بواكي له وما أكثر من يبكي على عماد فاخوري .
بلدٌ أصبح يربط فيه سمير الرفاعي ويفك فيه عماد فاخوري لا خير فيه ، وأحمد الله أن وصفي التل لم يعش ليرى الغربان تسرح وتمرح في بلادنا ، أين أنتم يا راشد الخزاعي وكليب الشريدة وحسين الطراونه اين أنت يا محمد عبد الرحمن خليفه ، أين أنت ياعوده أبو تايه أين أنت يا نايف حديثه الخريشه ، أين أنت يا نوح القضاه ، أين رجال السلط والبلقاء والكرك ومعان والطفيلة واربد والمفرق وجرش وعجلون والعقبه ، أين أنتم يا شرفاء الوطن ورجالاته ، لقد " إتبدلت غزلانها بقرود " ، الملك لا يهم إن كثر ناقدوه فلا أحد يسأل ، والويل كل الويل إذا نسمة هواء مرت على أنف فاخوري ، فما أكثر بواكيه ! العجيب بعد أن يرى الشعب الأردني أن حاشية فيها عماد هي التي ترسم مصير الأردن ، فينتفض للدفاع على حقه ويشكل معارضة وطنية هدفها إعادة الوطن لرجالاته وأبنائه الأردنيين يُعاب عليه ذلك ، فيُسجن أحرار الطفيلة وأحرار الاردن ، ويكافئ الفاسدين بالقرب من الملك ، نعم إن من يجعل من سائقة عطوفة ويجعل مكتبه بجوار مكتب الملك شخص ذا نفوذ ، نعم إن من يجعل المسؤولين والأجهزة الأمنية تطارد الكلمات التي تنتقده هو شخص متنفذ ، لكن نفوذه على الضعفاء من أصحاب الكراسي ، لا على الاردنيين الشرفاء الذين لن تنحني جباههم الا لله عز وجل ، وأسفاه على بلد كثر فيه البكاء على البهلوانيين ، أما ملكهم فلا بواكي له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق