الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

أما الملك فلا بواكي له !!!


أما الملك فلا بواكي له !!!
د.حسام العبداللات‏
21 جمادى الأول 1433
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما بعث الله من نبي ولا إستخلف من خليفة الا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، فالمعصوم من عصم الله تعالى ) والمقصود بالبطانة : هم الدخلاء جمع " دخيل " وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، يفضي إليه بسره، ويصدقه فيما يخبره به مما يخفى عليه من أمر رعيته ، ويعمل بمقتضاه . والشاهد على نوعية البطانة التي تحيط بالملك عبدالله الثاني أنها من بطانة السوء ، هي الحالة المزرية إقتصادياً وإجتماعياً التي يعيشها الاردنيون بل وقد طال السوء كافة المجالات حتى قل شاكروا النظام وإزداد كارهوه ، ولما قدر للرويبضة ان تكون هي حاشية الملك كان للاردنيين ان لا يأملوا بمسقبل زاهر بوجودها ، فكيف يكون حال الوطن والمواطن إذا كان الشخص المقرب الى الملك وهمزة الوصل بينه وبين الشعب شخص نتاج المزرعة البهلوانية التي إعتمدت الغش في منتوجاتها " فهرمنت " مزروعاتها لتضخم أشخاص كعماد فاخوري ليكون مديراً لمكتب الملك .
لو كان الخطر الذي يُحدق بالوطن والملك مقتصراً على وجود عماد فاخوري والمرافق العسكري الأمين لهان الأمر رغم سوئه ، فقد تعودنا منذ إثنتا عشرة عاماً على وجود الأولاد الدجتالين في حاشية الملك من سمير الرفاعي الذي ورط الملك بتسجيل اراضي الخزينة بإسمه الى المحاسب محمد أبو طالب الذي "هرمنوه " فأصبح من حاملي لقب المعالي ، ولكن الخطر الحقيقي أن تلك الحاشية التي يتزعمها عماد أصبحت متغولة على قرارات الملك لأنها تملك قدرة حجب المعلومة والأشخاص عن الملك ، وهي التي تحدد الأولويات وتعرض البريد بالكيفية التي تريد ، وتقرب من تريد وتغتال الشخصية التي تريد . ورغم أنني على إطلاع بنفوذ عماد في الديوان الملكي ، الا انني لم أتخيل انه قد يصبح الشغل الشاغل لدائرة المخابرات العامة ومديرها فيصل الشوبكي وعسسه ، فتركت دائرة المخابرات التي كانت الى عهد قريب فخر الاردنيين وإعتزازهم واجباتها ، وتناست أننا نعيش في منطقة مضطربة تحتاج منها اليقظة والتركيز ، لا ان تسخر جهودها لمطاردة مقالة لي هنا أو هناك أنتقد فيها عماد فاخوري ، فيسعى الشوبكي وعسسه الى الضغط على وسائل الأعلام والمواقع الأخبارية لحذفها . وقد كنت قد كتبت عدة مقالات إخاطب فيها الملك قاصداً النصيحة وان كانت مغلفة بالمرارة أحياناً وخارج الكياسة أحياناً إخرى ، فتستدعيني المخابرات العامة وكنت حينها أغرق بالتفكير وأقول في نفسي لعل مقالتي أزعجت الملك فأوعز للمخابرات أن تستدعيني إما لتأنيبي أوإعتقالي ، ولكن عندما أحضر الى دائرة المخابرات العامة أجد أن همَهم فقط أن لا أكتب تلميحاً أو تصريحاً عن جلالة عماد فاخوري ، هزئت ورب البيت ، هل ضمنت دائرة المخابرات العامة غدر الكيان الصهيويني حتى لم يبقى لهاهمٌ سوى الضغط على الكتاب والصحافة الالكترونية لكي لا ينتقدوا عماد فيجرحوا مشاعر فخامته المرهفة ولو بكلمة حق ، فعلاً " زمان الشقلبه " ،المهم أنني علمت أن الملك لا بواكي له وما أكثر من يبكي على عماد فاخوري .
بلدٌ أصبح يربط فيه سمير الرفاعي ويفك فيه عماد فاخوري لا خير فيه ، وأحمد الله أن وصفي التل لم يعش ليرى الغربان تسرح وتمرح في بلادنا ، أين أنتم يا راشد الخزاعي وكليب الشريدة وحسين الطراونه اين أنت يا محمد عبد الرحمن خليفه ، أين أنت ياعوده أبو تايه أين أنت يا نايف حديثه الخريشه ، أين أنت يا نوح القضاه ، أين رجال السلط والبلقاء والكرك ومعان والطفيلة واربد والمفرق وجرش وعجلون والعقبه ، أين أنتم يا شرفاء الوطن ورجالاته ، لقد " إتبدلت غزلانها بقرود " ، الملك لا يهم إن كثر ناقدوه فلا أحد يسأل ، والويل كل الويل إذا نسمة هواء مرت على أنف فاخوري ، فما أكثر بواكيه ! العجيب بعد أن يرى الشعب الأردني أن حاشية فيها عماد هي التي ترسم مصير الأردن ، فينتفض للدفاع على حقه ويشكل معارضة وطنية هدفها إعادة الوطن لرجالاته وأبنائه الأردنيين يُعاب عليه ذلك ، فيُسجن أحرار الطفيلة وأحرار الاردن ، ويكافئ الفاسدين بالقرب من الملك ، نعم إن من يجعل من سائقة عطوفة ويجعل مكتبه بجوار مكتب الملك شخص ذا نفوذ ، نعم إن من يجعل المسؤولين والأجهزة الأمنية تطارد الكلمات التي تنتقده هو شخص متنفذ ، لكن نفوذه على الضعفاء من أصحاب الكراسي ، لا على الاردنيين الشرفاء الذين لن تنحني جباههم الا لله عز وجل ، وأسفاه على بلد كثر فيه البكاء على البهلوانيين ، أما ملكهم فلا بواكي له .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق