الأحد، 9 ديسمبر 2012

منع من النشر.. أنجلينا جولي: يومي أسود!

احمد حسن الزعبي - سألني أحد الأصدقاء لماذا تصر أنجلينا جولي على ارتداء ثوبها الأسود كلما زارت الأردن..؟؟

فقلت له دون تفكير:

(( ببساطة ، لأنه يوم أسود الذي قابلت فيه مسؤولينا لكثرة ما يتوسلون ويتسوّلون على ظهر هذا الشعب العفيف)).

ما إن جلست المسكينة 'أنجلينا جولي' على الكنبة المقابلة للرئيس النسور حتى بدأ دولته يشكو لها الظرف الاقتصادي الصعب الذي يمر به الأردن، وشرح لها قلة الموارد، وشحّ المساعدات ، وضعف الناتج القومي ، وانقطاع الغاز المصري ومشاكل رفع الدعم ، وتصاعد الاحتجاجات، وشرح لها عن خسائر شركة الكهرباء ، وإفلاس المؤسسات الحكومية ،وتعثر المشاريع الإقتصادية، وأطلعها على خطط الحكومة في ترشيد الإستهلاك ، وسير دمج الهيئات المستقلة ،وفوائد الصوت الواحد ، ورفع رسوم التعدين ، ومراجعة قانون التقاعد ، ثم أخرج لها من جيبة 'لمبة توفير طاقة' شارحاً لها أن الحكومة استوردت 'لمبات' توفير وتبيعها للمواطن بسعر تفضيلي ، كما عرض عليها أن تشترك 'بسكن كريم' وحلّفها 'بروح ميّتينها'، أن تعده بشراء سكن 'لتجبر عن الحكومة' قليلاً، واعداً إياها بتقسيط ثمن الشقة على سنوات طويلة وبدون 'كفلاء' ، ثم أخرج لها ورقة 'مجلتنة' ومكسرة عليها ترويسة صندوق النقد الدولي تثبت مديونية الدولة ، ثم صمت قليلاً و تطرق إلى موازنة 2013 والعجز الحاصل ببنودها، عندها ارتجفت شفتاه ورغرغت عيناه بالدموع .. الأمر الذي دعا أنجلينا جولي أن تنظر بدهشة إلى مرافقها متسائلة :

هل نحن في الزعتري؟...

فأجاب المرافق موشوشاً: لا يا سيدتي نحن في دار رئاسة الوزراء الأردنية..



ثم عادت وسألت دولة عبد الله النسور: (مين فيكو اللاجئ بالزبط 'الحكومة وللا 'سكان الزعتري' !!؟ ) ..فانفلت الرجل بالبكاء وخبأ رأسه بـ' كمَُّ جاكيته' ولم يجبها..عندها فتحت أنجلينا حقيبتها، أخرجت ورقة نقدية ..ووضعتها 'تحت الفرشة' وغادرت من حيث أتت!...وهي لا تعرف من اللاجيء ومن المغيث في هذا الوطن 'المنهوب'!.

***

ويسألونك عن ثوبها: 'الأسود'!

واضح لأنه حالنا :بيحدّ عليه الكافر!.

السبت، 8 ديسمبر 2012

كلب الحكومة المدلل ينقلب عليها لجلب الاصوات

   قال النائب السابق المحامي يحيى السعود انه في حال لم تشارك المعارضة في الانتخابات النيابية القادمة فان عمر المجلس الجديد لن يدوم اكثر من سنة واحدة فقط .

وكشف السعود في مؤتمر صحفي عقد في رابطة اهالي حي الطفايلة في جبل التاج مساء اليوم عن نيته الترشح للانتخابات القادمة, مشيرا الى ان بحوزته 6000 بطاقة انتخابية يضمن اصوات اصحابها لصالحه .

وشن السعود هجوما عنيفا على رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب د.عبدالاله الخطيب, لافتا الى انه لم يلمس اية انجازات للخطيب على الارض وانه لا يجيد سوى الحديث عبر الاعلام فقط .

واقر السعود بان مؤتمره الصحفي مخالف لانظمة الانتخابات, اذ انه يعقد قبل موافقة الهيئة المستقلة على طلب ترشيحه.

من جانب اخر, اتهم السعود الحكومة باضعاف الانتخابات ودفع الناخبين للمقاطعة عبر الاجراءات والقرارات الاقتصادية الاخيرة , محذرا من توجه الحكومة لرفع اسعار الكهرباء قبل الانتخابات , حيث لوح بحرق 8000 بطاقة انتخابية في حال اقرت الحكومة رفع الاسعار مجددا .

وعن شراء الاصوات, اكد السعود انها ظاهرة تعاني منها جميع دول العالم, لافتا الى ان المال السياسي سيرفع نسبة المشاركة في الانتخابات بحسبه .


الى ذلك, اقر السعود بانتشار الفساد في مؤسسات الدولة, الا انه رفض تحميل المجلس المنحل المسؤولية عن تبرئة المتهمين , منوها بان القضاء لا يملك اثباتات وادلة كافية لمحاكمة الفاسدين .

وكشف السعود عن لقاء جمعه بمدير عام شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة قبل يومين, وبحضور 4 من الاعيان , حيث استعرض الصرايرة وضيوفه ملف خصخصة الاتصالات والبوتاس.

واضاف السعود ان النسور كشف امام ضيوفه بالوثائق ارباح شركة البوتاس قبل وبعد الخصخصة, حيث اظهرت الوثائق ان الشركة حققت ارباحا لم تتعدى 2 مليون دينار في عام 2000, اي قبل الخصخصة , في حين حققت الشركة بعد الخصخصة وتحديدا في العام 2011 ما يزيد عن 217 مليون دينار .

ونقل السعود عن الصرايرة قوله ان صفقة خصخصة الاتصالات فاقت مليار ومئتي مليون دينار .

الخميس، 6 ديسمبر 2012

اللواء الحديد يرد على تصريحات الامير الحسن


بسم الله الرحمن الرحيم
 
رسالة مفتوحة
ــــــــ
ــــــــ
إلى مقام سمو الأمير حسن حفظه الله                            إلى الأمير الذي أحببت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
ترددت في الكتابة لسموكم كثيرا...ولكن الدافع كان أكبر من ترددي...فالمصيبة والفاجعة كانت أعظم من أن تتحملها نفسي، ويتسع لها صدري، ويطيقها صبري...لقد سمعت...وقرأت...ووقعت في حيرة شديدة...ومثلي وهو يعرف سمو الأمير...يُعذر في حيرته، فنحن نعرف رجاحة عقلك، وسعة معرفتك، وسمو خلقك، وإخلاصك وانتماءك لوطنك وشعبك...ولقد رأينا لك عقلا راجحا رجونا الله أن يصلح وينفع بك الوطن والأمة.
 
وإن كان الناس يكنونك بأبي راشد، فكنت أكنيك مثلهم...وأعني إضافة إلى راشد حفظه الله الرشد.
 
المصيبة والفاجعة كانت عندما قرأت ما خلاصته أن سمو الأمير يقول: (مشاركون في الحراك السياسي يتقاضون مائتي دينار)، وبعد قراء الخبر مرات ومرات...تساءلت: من وشى بنا لسمو الأمير؟ من كشف له أسرارنا؟ هل قال له أن هذا المبلغ نستلمه على كل فعالية ومسيرة؟ أم شهريا؟ أم مقطوع؟ وممن نستلم هذه المبالغ؟ وكيف نستلمه، دفعة واحدة أم تقسيط؟
 
 
 
اعذرني يا سمو الأمير تعودنا على التقسيط...حتى جرة الغاز نرجو أن تكون بالتقسيط...
 
وهل المبالغ تصلنا كاش أم في الحساب؟ بالمناسبة قلة منا من لهم حسابات في البنوك...أين التقاك الوشاة في قصرك أم أرسلوا رسائلهم إليك؟...كم عددهم؟ والأهم من كل ذلك هل صدقتهم؟...المثل يقول: لا تصدق كل ما تسمع...وبعد أن جالت كل هذه الأسئلة وغيرها في ذهني وخاطري تذكرت قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، هذه إحدى آيات الكتاب الحكيم التي تحصن المجتمع وتصون تماسكه.
 
 
هذه الآية الجليلة تخاطب المؤمنين كل المؤمنين  ...لتذكرهم بإيمانهم، وللإيمان مقتضيات ليتمسكوا بها...وتحذرهم من ثُلَّةٍ في مجتمعهم عاثوا في الأرض فسادا، وهم الفاسقون، وتحُثُّ هذه الآية الكريمة على ضرورة التَّبَيُّن من الأخبار، فبعضها سم يسري في المجتمعات، حتى لا يتناقلها المؤمنون ويأخذوها على عِلاتها، وإن كان بعضها يوافق هوى في نفوسهم، كما يتناقلها الجهلة الذين لا يَتَبَصَّرون عاقبة الأمور وما يمكن أن تؤول إليه من إفساد المجتمعات وتشتتها...والتَّبَيُّن هنا في هذه الآية هو السياج المنيع لحماية وحدة المجتمع، والحد الفاصل الذي يواجه ويحاصر الفسق والفساد، فيصبح صاحبه معزولا مقموعا، وقد يدفعه هذا التَّبَيُّن إلى مراجعة ذاته، وقد يؤوب إلى رشده ويمتنع ويتوقف عن الإفساد في الأرض...وتصديق أخبار الفاسقين فيه مصائب في الدنيا، أهمها: الظلم، واتهام المؤمنين بما ليس فيهم...ومآله الندم...ليس في الدنيا فقط، وإنما الندم في الآخرة... {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا. يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}.
 
 
عن قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "التثبُّت من الله, والعجلة من الشيطان".
وحتى لا نقع بما نحذر منه...ورغم توارد الأنباء والأخبار وما تناقلته وسائل الإعلام والفضائيات...نقول: إن كان هذا الخبر صحيحا...إن كان صحيحا...فيحق لنا أن نتناوله ونحذر مما ورد فيه لأسباب عدة: 
أهمها وأولها: أن هذا القول يطعننا لا في أجسادنا وإنما في كرامتنا...وكرامة وطننا...التي دفعتنا -وقبل كل شيء- للنهوض بحراكنا السياسي السلمي، والمطالبة بالإصلاح من الفساد الذي طال كل مفاصل الدولة الأردنية؛ سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، أمنيا ودفاعيا.
وثانيها: أن سمو الأمير شخصية عامة، هامة وجليلة، لكل كلمة تصدر منه أهميتها وتأثيرها (على نظرية: كلام الأمير أمير الكلام).
 
وهنا ليسمح لي سمو الأمير أن نطرح عليه سؤالا واحدا أهم من كل ما سبق...كيف بك إن حاججناك أمام الله بهذه المظلمة وذكّرناك بهذه الآية؟!
كل هذه الأسئلة والخواطر جالت في ذهني ونحن في مسيرة من أجل الوطن يوم الجمعة 30/11/2012...وصلنا مبكرا...كانت شوارع جبل الحسين شبه خالية إلاّ من رجال الأمن...رجال أوفياء...واجبهم الأساسي والرئيسي حماية الوطن والشعب من العابثين والفاسدين...إلا أن النظام أحيانا يجيشهم ضدنا...يوهمهم أن الحراكيين يعملون ضد الوطن...تصدر إليهم أوامر...كانوا يصدقون هذه الأوهام...وبعضهم لا زال يصدقها...وأصدقك القول يا سمو الأمير بدأوا يشكّون في فزّاعات النظام التي يطلقها ضدنا...وغالبيتهم يتعاطفون معنا...هم أبناؤنا...إخواننا...أبناء عشائرنا وأريافنا ومخيماتنا...أبناء هذا الوطن...همنا هو همهم...وحالنا هو حالهم...أصلحنا الله جميعا.
 
بالإضافة لرجال الأمن كان هناك بعض اليافطات والمُعَدَّة مسبقا...ضد المسيرة...كلماتها قاسية...كُتِبت باسم أهالي وتجار جبل الحسين وهم منها براء...كُتِبت عنهم بالإنابة...اليوم كثير من الأشياء بالإنابة...الحرب بالإنابة...حماية حدود إسرائيل بالإنابة...بيع الأوطان والمؤسسات الوطنية بالإنابة...الخ
 
كنت أسير أنا وصديق لي اسمه أبو أسامة، يُدَرِّس اللغة العربية في الجامعة...يلومني أحيانا على أخطائي اللغوية...ما أجمل المشاركة بالمسيرة...تُنسي الماديات...وتتسامى النفوس بالقيم والأخلاقيات...ليس في أذهاننا إلاّ صورة الأردن...تكاثر الناس وصلينا الجمعة في الشارع...استمعنا إلى خطبة تضمنت الكثير من المواعظ...وكان خطيبنا الشيخ سالم الفلاحات...كان متعطِّشا للحديث حول الإصلاح...ما أروعها من خطبة...ركز فيها الشيخ على أمرين هامين:
 
الأول: العدل أساس الملك.
 
الثاني: الظلم عاقبته وخيمة.
 
وضمّنها الكثير من المواقف والعبر السياسية والاستراتيجية...والتي لا غنى لأيّ قائد عن فهمها وإدراكها...ذكر فيها مقولة بليغة عن أحد الحكماء ينصح أحد الخلفاء (احذر صولة الكريم إذا جاع...وصولة اللئيم إذا شبع)...الأردنيون على قلة حالهم معظمهم كرماء...وقلة هم اللُّؤَمَاء...
 
وبعد الصلاة بدأت الألوف تتوافد من كل اتجاه حتى ضاق بهم المكان...إلاّ أن الوطن واسع...وفيه مكان للجميع...في الحقيقة تحتاج إلى موازنة دولة أغنى من الأردن لتعطي كلا منهم مائتي دينار...لا أظن الأمر ممكنا إلاّ إذا اعتمدنا إحصاءات الإعلام الرسمي...
 
هتافات كثيرة...حول الأسعار...حول اتفاقية وادي عربة...هذه الاتفاقية اللعينة...قبلها كان مَن يتصل بالصهاينة...يُسَمَّى في قانوننا وعرفنا جاسوسا...كم يكون الإنسان رديئا إذا وُصِف بأنه جاسوس؟...مسبّة قاسية...بالمناسبة أذكر بأنه أُعْدِم ضابط برتبة (م1 طيار) بسبب علاقته مع إسرائيل...لو تأخر تنفيذ الإعدام عدة أشهر لما كان هناك سبب رسمي لإعدامه...إلاّ أنه يبقى بمعايير العرف والأخلاق جاسوسا مجرما...وإذا ما عدنا إلى قانون ما قبل هذه الاتفاقية فَكُثُرٌ هم اليوم مَنْ يستحقون المحاسبة...وقد يكون الإعدام جزاؤهم...هذه الاتفاقية الرديئة رُوِّج لها (ادّعاء) بكثير من الفوائد...إلاّ أنها بنظرنا نحن الإصلاحيون...بضاعة فاسدة وتاجرها بَجْس...نحن ضدها حتى لو قالوا عنها مصلحة وطنية عليا...نحن ضد هذه المصلحة...هذه الاتفاقية تحاول أن تجردنا من عقيدتنا...من قوميتنا...من وطنيتنا...من إنسانيتنا وأخلاقنا وهمتنا ونخوتنا تجاه إخوتنا ومقدساتنا...عدة معايير كان يمكن أن تمنع النظام الأردني من عقد هذه الاتفاقية:
 
المعيار السياسي...المعيار العقائدي...المعيار الاجتماعي...المعيار الأمني والدفاعي...والأهم المعيار المبدأي والأخلاقي...
 
سياسيا...(الضفة كانت جزءا من الأردن)...وعقائديا...(أرض مقدسة سكانها مسلمون)...اجتماعيا...(أهلها إخوتنا وهم أردنيون)...أمنيا ودفاعيا...(هذه الاتفاقية معيبة وتخجلنا...وتطعن مؤسساتنا الدفاعية في الظهر...وتشعرنا أننا نقبل الدنية في ديننا وفي وطننا...فنحن واللهِ على استعداد لفداء وطننا بدمائنا وأرواحنا...معظم الشعب الأردني يخجل من هذه الاتفاقية...ويجد واجبا عليه أن يرفع كلفة الاحتلال الإسرائيلي (ماديا وبشريا) بدل أن نسهل عليه استمرار الاحتلال ونحمي كيانه المصطنع.
 
 
هتافات أخرى تطالب بإلغاء الانتخابات...لأنها بُنِيت على قانون لا يعبر عن طموحات الأردنيين...وكان سببا في تفتيت الوحدة الوطنية...وسيستمر في تفتيتها أكثر...أنا سمعت رئيس الوزراء الحالي يقول ذلك...وأضاف أن بعض النواب صوتوا لصالح تمرير هذا القانون بعكس قناعاتهم...وبعكس ما تمليه عليهم ضمائرهم (إذن القانون مزوّر...وسيزور إرادة الأردنيين)...كل ذلك حصل كما قال رئيس الوزراء على الهاتف...إذن هو تطوّر تكنولوجي أردني...تغيير الضمير على الهاتف...بدون جراحة مطولة...فقط على الهاتف...عملية لا تُفْقَد فيها دماء...لكن يُفْقِد فيها كثير من الحياء...وكثير من الأخلاق...الشعب الأردني يرفض هذه التكنولوجيا...أنا ضميري قديم...يتعبني جدا...إلاّ أنني لا أريد تغييره...أنا أرفض هذا القانون الذي زوّر إرادة الأردنيين...تزوير الإرادة صنو الاحتلال...أنا أكره التزوير كما أكره الاحتلال...
 
رغم انتهاء المسيرة وكل ما حصل وقيل فيها إلاّ أن الشيء الأهم والذي ارّقني وأهمّني ليس فقط ما قاله سمو الأمير...وإنما المكان والمناسبة التي قال بها ذلك...فعندما قرأت الخبر كنت منشغلا بما قاله سمو الأمير...وشرد ذهني...إلاّ أن حديث زوجتي أعاد إليّ حضوري وهي تقول: أكمل قراءة الخبر...فقلت لها: ما عاد يهمني شيء...فعادت تقول وبكل إصرار: اقرأ بقية الخبر...فقرأت...وهنا ورغم رباطة جأشي كدت أفقد صوابي...عندما علمت أن سمو الأمير قال هذا الكلام في حفل حضره في لندن...حفل جمع التبرعات للجالية اليهودية في بريطانيا...وبحضور السفير الإسرائيلي (دانيال تاوب).
 
وهنا عادت أسئلة كثيرة تطرح نفسها وتتسابق إلى ذهني...هل حضور سمو الأمير لهذا الحفل بدعوى رسمية؟...أم أن حضوره كان مصادفة؟! ولماذا تَكَلّف سمو الأمير عناء السفر ووطنه بحاجة إليه في هذه الظروف؟! وهل كان سمو الأمير راعيا للحفل؟!...أم أنه أحد الحضور؟!...هل تبرع سمو الأمير؟!...وإذا تبرع فما هو المبلغ الذي تبرع به؟!...لا أظن أنه مائتي دينار...المبلغ قليل على مثل هذه المناسبة!!!
 
وهنا وقفت عند نقطة مفصلية...وهي صحة ومصداقية الخبر...فمعرفتي بسمو الأمير تدفعني إلى عدم تصديق الخبر...وجزمت بعدم التصديق...وقلت: كلام جرايد وفضائيات...إلاّ أن أحد الزملاء أراني نسخة من جريدة أجنبية نقلت الخبر...هنا أصبحت الحقيقة أكبر من قناعاتي وتمنياتي بتكذيب الخبر...
 
تمنيت يا سمو الأمير أنك دعوت إلى حفل لجمع التبرعات لغزة...غزة المنكوبة...غزة المحاصرة...نعم...مساعدات من أجل غزة...في منتصف هذا العام جمعنا لها تبرعات من كثيرين؛ أجانب وعرب...وأردنيين...وزرنا غزة...البعض تيمنا يسميها العزة...لأنها وقفت وهي جريحة ومحاصرة في وجه الجبروت الإسرائيلي...هي غزة هاشم ذاتها...آه لو نهض هاشم من قبره...ووجدها محاصرة...مظلومة...نظم عربية تتشارك بحصارها...ونظم أخرى تنصّلت من كل واجباتها العقائدية والقومية...وتنصّلت من نخوتها ومشاعرها تجاه غزة وأهلها...مشاغلهم كثيرة...سفر...بيع مؤسسات وطنية...بيع أوطان...كل ذلك وغيره الكثير أنساهم التزامهم وأنساهم فلسطين كلها...ألم يقدم النظام العربي مبادرة يعترف من خلالها بإسرائيل ويتنازل عن كل المدن الفلسطينية...عكا...حيفا...اللد...الجليل...الخ؟...تلحقها غزة ما فيه مشكلة...لو أدرك هاشم هذا الأمر ماذا عساه أن يفعل أو يقول؟!...أعتقد أنه سيسارع للعودة إلى قبره...هذا أفضل...
 
غزة مساحتها قليلة...سكانها قلة...ينطقون العربية...ويدينون بالإسلام...النظام العالمي يسميهم إرهابيين...النظام العربي لا يستنكر ذلك...هم يدعمون تأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967...إلاّ أنهم لا يعترفون بإسرائيل...يرفضون ذلك...لذلك قامت عليهم الدنيا وما قعدت...يعتبرون كل المدن الفلسطينية محتلة وكل التراب الفلسطيني محتل ويجب استعادته...وهم يقولون ذلك...يرفضون التوطين في كل الوطن العربي وبشكل خاص الأردن...ويؤكدون على العودة ويعملون لذلك...وهم يقولون: أنهم ليسوا إرهابيين بل وطنيين ومجاهدين...زرناهم في بيوتهم...زرنا بيت قائدهم (هنية)...منزله عادي...هو أيضا رجل عادي...هو لا يخاف على نفسه...يعتبر نفسه بحق مشروع شهيد...منزله يقع في المخيم...جيرانه نازحون...كلهم سواسية...لا فوارق طبقية بينهم...رغم الظروف التي يعيشونها لا تجد في غزة متسولا واحدا...يمكن لأنّ اسمها العزة...أو لتساوي الحياة والموت عندهم...أحببناهم وأحبونا...ليتنا نكرر زيارة غزة...ليتنا نساهم بالدفاع عن غزة...غزة هذه كبُرت بكبرياء أبناءها...تسامت على جراحها ومصائبها...نهضت وارتفعت كجناحي طائر لتنتشل الأمة من قاع الوادي إلى القمة الشاهقة...تستنهض الأمة...لا...بل الأنظمة من سباتها...غزة بعزتها وصمودها آية من آيات الله لم تكتب في قرآنه...إلاّ أنها كُتِبَت على صفحات الكون...لتبقى شاهدا على تخاذل الأنظمة العربية...ونبراسا يعبر عن قدرة الشعوب على البذل والعطاء...غزة لا زالت تنطق العربية...وتدين بالإسلام...ولم تخلع ثوب العزة...
 
نحن يا سمو الأمير...لسنا سماسرة...ولا تجار أوطان...ولا نستبيح الأموال العامة وأرض الخزينة...ولا نرتبط بعلاقات مع سفارات أجنبية...نحن وطنيون {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}...حراكنا سلمي...لا نحمل سكين غدر ولا مسدس خيانة...دافعنا للحراك ليس ترفا سياسيا أو ماليا أو مطلبا لجاه أو منصب...وإنما كان لحقيقة ملأت علينا كياننا وأحاسيسنا ومشاعرنا...وهي أن الأردن يتعرض لأخطار تهدد بنيته...وهي أخطار مزدوجة...
 
خطر داخلي (الفساد)...وخطر خارجي (المشروع الصهيوني)...
 
وهذان الخطران يسيران بشكل متوازٍ وكل منهما يسند الآخر...فما كان للفساد أن يستشري في الوطن لولا المشروع الصهيوني...وما كان للمشروع الصهيوني أن يحقق ما حقق من نجاحات لولا الفساد الداخلي...فهذا الوطن (شرقي النهر) مختل...وذاك الوطن (غربي النهر) محتل...والاحتلال الإسرائيلي لوطننا أصبح أرخص احتلال في التاريخ...بسبب مشاركة النظام العربي في حماية حدوده واستنكاره للمقاومة...بالإضافة لكل ذلك فإن سيادة الدولة الأردنية أصبحت منقوصة وقرارها السيادي مرتهن لقوى ومشاريع أجنبية، ومديونيتها تجاوزت كل الحدود...وما كل ذلك إلا بسبب فساد النظام...
 
لذلك كتبنا...وخاطبنا وأشعرنا كل المسؤولين بخطورة الموقف...إلاّ أنه لا حياة لمن تنادي...ولم تُجَب دعوتنا...لذلك بدأنا بالمهرجانات والمسيرات والاعتصامات...لعلها توضح ما نرنو إليه...في البداية كانت لا مبالاة النظام واضحة وكان يستهزيء بنا...ولكن عند مشاهدة حجم حراكنا وتطوره المتسارع وجديتنا في الاستمرار بدأ النظام بالاهتمام...إلاّ أنه وللأسف لم يكن اهتمام النظام متوجها للإصلاح ومحاربة الفساد...وإنما كان اهتمامه بمواجهتنا...بمواجهة الحراكيين، فكان ذلك بدافع من الفاسدين أصحاب المصالح...نحن ندرك أنهم يعيشون في بحر اسمه الفساد...فهم كالسمك يموت إذا أُخرج من الماء...وهم يموتون إذا أُخرجوا من بحر الفساد إلى فضاء الإصلاح.
 
لذلك واجهونا بشتى الوسائل...وبدأوا بإطلاق الفزّاعات (الكاذبة) ضدنا...أهمها...فزّاعة تقويض النظام...فزّاعة فلسطيني أردني...الوطن البديل...الأجندة الخارجية...بالمناسبة البعض لا يعرف معنى أجندة...هل هي الجنادات التي يرتديها الفرسان لحمل سلاحهم وذخيرتهم؟...أم هي التي تُحزم بها الخيل لتُثَبَّت عليها المعارق؟...لم تبق خيل وغادرتنا روح الفروسية...قلة هم الذين يعرفون دلالاتها السياسية...أنا عرفتها متأخرا...وبعد فشل النظام في مشروع الفزّاعات...بدأ بالتجييش ضدنا...وكانت هنالك عدة مواقع...منها:
 
موقعة ساحة النخيل...وفي ساحة النخيل وبالقرب منها انبرى لنا سفهاء النظام (الزعران) بوسائل مختلفة...كان أشهر أسلحتهم وأشدها فتكا (المنقل)...وكان أبو منقل كبير الزعران...هؤلاء الزعران والسفهاء...كانوا بشرا...لكنهم بلا ضمائر...لا أعني ضمائر اللغة...إنما قلوبهم خالية من الضمائر...
 
موقعة أخرى كانت في سلحوب...ليتك كنت معنا يا سمو الأمير (بدون أذى) لرأيت الظلم مجسَّدا...كنا نخاطب عقل النظام بالمنطق...إلاّ أنه لم يكن يدرك...شَاهَدَنَا وسَمِعَنَا سفهاء القوم...هم قلة يا سمو الأمير...ولكنهم والحق يقال آذونا...هشموا حافلاتنا وجرحونا في أجسادنا...لكن جرح الضمير كان أوجع وأبشع وداميا أكثر...لم نكن قلة ولكننا رفعنا سلمية الحراك وأبينا على أنفسنا معاركة السفهاء...تركنا المكان بعد أن كدنا نُكْمِل مهرجاننا...وكانت بنا حسرة...حسرة من ظلم ذوي القربى...كان أحد أهم أسباب التصدي للحراك في هذه الموقعة (سلحوب) لأنها أُقيمت في ساحات إحدى العشائر...أراد النظام أن تبقى العشيرة متصحرة سياسيا...وفزّاعة لإخافة النشطاء السياسيين...لكنها أصبحت -والحمد لله- منبرا للنشاط السياسي...وأخذت موقعها الحقيقي لأداء دورها في الدفاع عن مقدّرات الوطن...موقعة سلحوب ضد الحراك شارك في إدارتها والتخطيط لها وتنفيذها أحد الجنرالات المتقاعدين...والذي كان وزيرا أيضا...وثم أصبح...شارك في إدارتها لمواجهة من كانوا يطالبون بحماية الوطن...شارك الكثير من النشطاء من أبناء هذه العشيرة الطيبة...هذا الجنرال أنا أعرفه...كان رجلا طيبا...إلاّ أنه تغير...على أية حال الرجال مواقف...لا أعرف السبب...لا أظن أنه قبض مائتي دينار...فإنها لا تكفي للمشاركة في هذه العملية...أنا لا أريد أن أكون جنرالا ولا وزيرا من هذا الطراز...لا أريد أن أغدر بأبناء وطني حتى لو اختلفوا معي في الرأي...أريد فقط أن أواجه أعداء الوطن...الفاسدين في الداخل والمتربصين في الخارج...
 
موقعة ثالثة...كانت موقعة المفرق...وبعد موافقة مسؤولي النظام على المسيرة...وأوهموهم بأنهم سيكونون تحت حماية أجهزة الأمن...أوقعوهم في خديعة...أطلقوا عليهم الزعران (زعران النظام) وحُماة الفاسدين...بحجة أن أهالي المفرق وعشائرها لا يريدون هذه المسيرات ويرفضونها...وكأنّ المفرق دولة أخرى...فيها نظام آخر يختلف عن النظام في عمان والكرك...الخ...هؤلاء الزعران أصبحوا أصحاب خبرة...استطاعوا إفشال المسيرة في بدايتها...أصابوا وأدموا الكثير من المشاركين...إلاّ أن المصيبة الكبرى أنهم فقأوا عين الدكتور عماد أبو الرُّب (دكتوراه إشراف تربوي ومناهج)...لا أدري هل هي اليمنى أو اليسرى...المصيبة كانت أكبر من أن ندقق...ليتك يا سمو الأمير تزوره أو تستدعيه...لترى (وأنت تعرف) من هم رجال الأردن المخلصون...لا يستجدون المال ولا المناصب...(الرجل احتسب عينه وأجره على الله)...وأرجو أن يكون مآله عند الله عظيم...المصيبة أن فعلتهم هذه كانت في المسجد...أليس لبيت الله حرمة؟...نحن نلوم حتى الصهاينة الأشرار عندما يقترفون إثما أينما كان...إلاّ أن نظامنا وللأسف لا يرى في ذلك حرمة...أحدهم كان من أشرار هذه الموقعة...قال لي...متفاخرا: حشرناهم في مصلى النسوان!!!...الدكتور خرج ليقول: (نحمي الوطن من الفاسدين)...وخرج مسالما...أيستحق أن تُفْقأ عينه؟!...أم أنه استلم الأجرة مائتي دينار سلفا؟!...ماذا لو فُقِئت كلتا عينيه هل سيضاعف المبلغ...؟؟!!
 
الموقعة...الموقعة...مواقع كثيرة...
 
الموقعة الرابعة كانت على ساحة الدوار الرابع...لم تكن هناك حجارة ولا مناقل...الموقع لم يكن شعبيا...كان نظيفا...أربع نجوم...كان المتحدث الإصلاحي يدعو إلى الإصلاح ويقول قال الله وقال رسوله...إلاّ أن الزعران وسفهاء النظام لم تمنعهم نظافة ورقيّ المكان...ولا رقيّ المسيرة من الحضور...ولأنّ المكان كان نظيفا...كانت أسلحتهم هذه المرة...الشتائم...أوسعونا شتما...أقذع الشتائم...ولما لم تجد الشتائم (على هبوط مستواها) نفعا...بادر النظام باعتقال بعض النشطاء...لم تكن جريمتنا بنظرهم صغيرة...لم تكن جريمتنا مصافحة صهيوني...أو خصخصة (لصلصة) إحدى المؤسسات الإنتاجية الوطنية... ولا نهب مال عام أو قطعة أرض من أراضي الخزينة...أو لعبة مقامرة في ملاهي الغرب...أو ترخيص بناء كازينو على الأرض التي بارك الله فيها وحولها...فكل ذلك يهون بجانب ما اقترفناه...جريمتنا أن نقول أوقفوا الفساد...أوقفوا منهجية النظام الفاسدة...سنحمي الأردن من الفاسدين...الشعب يجب أن يكون مصدر السلطات...هذه جريمة ما بعدها جريمة...
 
سمو الأمير حفظه الله:
 
يقول الله سبحانه: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
 
والله لن تنفعنا لا في الدنيا ولا في الآخرة إلاّ ولاية الله والذين آمنوا، والأمن الشامل مصدره الإيمان، يقول الله سبحانه: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
 
ونهيب بسمو أميرنا -الذي عرَفْنا وأحببنا- أن ينتخي لوطنه وشعبه، وأن يكون موقفه كما كان دائما مع الحق، فالحق أحق أن يُتَّبَع، فكلمتك مسموعة، وقولك يُصْغى له، ولا زال للحق والرشد موقع ومتَّسع...ما عاد الصمت يجدي ولا الحياد ينفع...الفساد عمَّ وانتشر بما كسبت أيدينا...(وكأننا في عصر الرويبضة) غلت علينا نفوسنا ومصالحنا الخاصة، وهان الوطن في عيوننا...الأموال تُنْهَب...والحقوق والحرمات تُسْتَباح...والعدو يحتل المقدسات ولا زال يتربص بنا...ونحن في لهو...يخون بعضنا بعضا...ويتهم بعضنا بعضا...والأحرار يُقادون إلى المعتقلات والسجون...ما هكذا تُساس الدول والشعوب...ولكم يا سمو الأمير في الأمور بصيرة...ولنا في التاريخ عبرة...ولِمَا دار ويدور حولنا نظرة...والحكيم من اتّعظ بغيره...والشقيّ كل الشقاوة من اتّعظ بنفسه...وأهل الحل والعقد أمثالكم يبرز دورهم في الأزمات والشدائد...وهذا الشعب لن تكون صائلته على نفسه...ولن ينكفيء على ذاته...جعل الله لنا من هذا المأزق مخرجا، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
 
النظام يخيرنا بين الرضا بالواقع الفاسد...أو الانتقال بالأوضاع إلى التدمير والقتل والخراب...كما في البلدان المجاورة...وينسى أن هناك طريقا ثالثا وهو الإصلاح...والأدهى والأمر أنه ونحن الذين نُحَذِّره يتهمنا (باطلا) بجرِّ البلد إلى القتل والدمار.
 
تهمة نحن منها أبرياء...وما نريد إلاّ تحقيق الإصلاح ومحاربة المفسدين وحماية سفينة الوطن بأقل الكلف والجهود دون أن تُراق قطرة دم...فهي الأغلى والأزكى عند الله ثم عندنا...ولنستغفر الله جميعا ولنجدد إيماننا...فكلنا خطّائين وخير الخطّائين التوابون...امتثالا لقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}...والأردنيون...جلُّ الأردنيين طيبون، قلوبهم لا تعرف الكره...ونفوسهم لا تحمل الحقد...وصدورهم لا تمتليء بالضغينة...إلاّ على عدوهم...يريدون أن يكونوا أحرارا...فالأوطان لا يحميها العبيد وإنما يحميها الأحرار...
 
أما مطالب الحراك الشعبي فهي سهلة ويمكن تحقيقها قبل فوات الأوان...منها:
•   إجراء تعديلات دستورية تنتقل بالدولة من الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية...ليكون الملك رأسا للدولة لا رئيسا للسلطات، وأن ينأى بنفسه عن ممارسة الشأن التنفيذي...لأن الدستور الحالي (وبما يمنح الملك من صلاحيات ويحميه من المساءلة) يساوي جملة واحدة؛ وهي أن الملك يفعل ما يحلو له...ويبطل كليا مبدأ (تلازم السلطة والمساءلة) ويلغي مبدأ (الشعب مصدر السلطات).
 
•   التوافق على حكومة إنقاذ وطني...أو جمعية تأسيسية تُشرف على إعادة صياغة الدستور ووضع قوانين أحزاب وقوانين انتخاب عصرية متطورة ترضي طموح الأردنيين.
 
•        مجلس أمة منتخب بشقيه (الأعيان والنواب) وسيّدا لنفسه.
•        التوصل لحكومة برلمانية ذات ولاية عامة، وزراؤها رجال دولة وليس موظفين.
 
•        الفصل بين السلطات والتأكيد على استقلال القضاء...وتلازم السلطة والمحاسبة.
 
•        إلغاء اتّفاقية وادي عربة.
 
•        محاسبة الفاسدين واستعادة أموال الدولة المنهوبة وأراضي الخزينة.
 
هذا ما يريده الشعب من خلال طبائع البشر في العدل والمساواة...لا ما يريده النظام من خلال طبائع الظلم والاستبداد.
عاش الأردن عزيزا مصانا
ووفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
حفظ الله سمو الأمير
واقبلوا احترامي وتقديري
6/12/2012م
اللواء المتقاعد
موسى الحديد

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

د . أنيس خصاونة يكتب...لماذا يصر الأمير حسن على تحدي مشاعر الأردنيين ؟!





طالعتنا الصحف المحلية والأجنبية قبل أيام قليلة بمشاركة الأمير حسن والسفير الإسرائيلي في حفل جمع تبرعات تم تنفيذه من قبل جماعة يهودية في بريطانيا ..

والغريب في الأمر أن ريع هذا الحفل يذهب الى إسرائيل التي فرغت للتو من قصف غزة وقتل أكثر من مائة وخمسون شهيدا من أهل غزة هاشم الذين ذاقوا وما يزالوا يذوقون كافة صنوف العذاب والتعذيب والحرمان والتجويع والحصار من اليهود القتلة .

الأغرب في الأمر أن الأميريلقي كلمة في الإحتفال الذي'يرفع الراس' يطمئن الحضور بأن الحراك في الأردن لن يؤثر على النظام وان النظام باقي وصور الحراك الأردني وكأنه يهدف الى زعزعة النظام وإسقاطه علما بان كافة شعارات الحراك بأطيافة وألوانه المختلفة مجمعه على إصلاح النظام وهي أيضا متمسكه بهذا النظام.

ويقول الأمير بأنه يعلم من أن أحد الحراكيين يتلقى أو بالأحرى تلقى مائتين دينار مقابل مشاركته في الفعاليات التي يتم تنفيذها للمطالبة بالإصلاح. مؤسف هذا الكلام والله ومذهل أن يقول أمير وشقيق الراحل الحسين بن طلال وولي عهده آنذاك كلاما لا يصدقه الجنين في رحم أمه ولو كان صحيحا هذا الأمر لاحتاج الحراك الأردني الى ترليونات ليدفع للمشاركين في مسيراته شبه اليومية؟

المذهل أكثر أن يتعمد الأمير أن يتحدى مشاعر الأردنيين بجمع تبرعات لإسرائيل ويلقي كلاما يجرح مواطنيه في الأردن فما الذي يقصده من هكذا تصرف وفعل علما بأن الأمير وجه كلاما نابيا وغير لائق قبل شهور للحراك عندما تحدث عن 'تنخيلهم '؟

لماذ هذه الفوقيه ولماذا هذا التحدي السافر لمشاعرنا ومشاعر المواطنين الذين لا يجدون تفسيرا لتصرفات الأمير الذي كنا قد اعتدنا أن نسميه الأمير المحبوب ولكن على ما يبدوا أننا كنا مخطئين أو أن الأمير ليس هو ذات الأمير الذي عهدناه محبوبا!


الأمير الحسن الذي كان في يوم من الأيام على وشك أن يصبح قائدا للبلاد يقوم بتصرفات تؤذي الأردنيين وتؤذي النظام والعائلة المالكة وتستفز الأردنيين وتثير مشاعرهم.

اليهود الذين ما زالوا يتعاملون مع أبناء ديننا وجلدتنا تعامل غير إنساني ويستبيحون حرماتهم وينتهكون حرمة مقدساتنا ويلوحون بان الأردن هو الوطن البديل لا يستحقون التعاطف معهم وحضور احتفالاتهم بجمع تبرعات تذهب لبناء مستوطنات لهم على جماجم وعظام وكرامة الفلسطينيين.

ماذا نقول أيها الأمير للألفين وخمس مائة شهيد أردني في حروب فلسطين ..؟؟

ماذا نقول للشهداء ولعائلاتهم وثكلاهم من أمثال محمد سليم بني حسن،و ناصر سويلم الحويطات،وسالم محمد الخصاونة،وحسين علي البطوش،وهيكل منصور الزبن،وسويلم هويمل ..؟؟

هل نقول لهم أن دمائهم ذهبت هدرا وأننا نشارك في حمع تبرعات لليهود المحتلين الذين سرقوا الأرض ودمروا الأمة وسفكوا الدماء! نعم ماذا نقول لمتقاعدي الجيش العربي الذين شاركوا في حروب 1948 ،1967 ،1968، 1973 ، وشاهدوا وقرأو مشاركة الأمير حسن في هكذا حفل مشؤوم؟

هل نقول لهم أن جهادكم ذهب أدراج الرياح أم نقول لهم أن الحقائق تغيرت أم نقنعهم أن الأمير تغير؟


نعم إنها أسئلة صعبة ومحرجة ومؤلمة ولا يوجد لدينا إجابات عليها ونعتقد أن تصرف الأمير قد كان أمرا جلللا وجاء ليوتر أجواء أصلا هي متوترة بين النظام السياسي والحراك الإصلاحي ونعتقد أن خطوة الأمير وتعمده مثل هكذا ممارسات لا تراعي حساسية ودقة الظروف التي يمر بها بلدنا ،وتعطي نتائج سلبية وتخلق أجواء من عدم الثقة بين أولي الأمر والشعب.

متوقع من النظام أن يدلي بتصريح يبين فيه أن الأمير تصرف على عاتقه وأن ما قام به لا يمت بأي صلة ولا يمثل موقف القيادة السياسية الأردنية كما أنه متوقع لا بل ويجب أن يصدر تصريحا من الديوان الملكي يوضح مدى صحة ما تناقلته الصحف البريطانية من أن الأمير شارك في الفعالية المذكورة نيابة عن الملك.


أما بالنسبة للأمير الحسن فأقل ما يمكن توقعه منه هو الإعتذار للأردنيين عن تلك المشاركة غير المباركة أو أن يشرح ويقنع الأردنيين بظروف وحيثيات هذا الحدث الجلل.

الأمير خسر جزءا كبيرا من مخزون علاقاته بالأردنيين ومودتهم له جراء هذا التصرف ويمكن أن يخسر المزيد من رصيده الإجتماعي والشخصي اذ لم يستدرك وقع الصدمة على الأردنيين نتيجة الخطيئة التي ارتكبها شارحا و معتذرا عما قدمته مشاركته وحضوره من دعم معنوي لمنظات يهودية صهيونية تقتل أبنائنا في صبيحة كل يوم وتدنس مقدساتنا في الأقصى والخليل وغيرها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة

أما الملك فلا بواكي له !!!


أما الملك فلا بواكي له !!!
د.حسام العبداللات‏
21 جمادى الأول 1433
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما بعث الله من نبي ولا إستخلف من خليفة الا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، فالمعصوم من عصم الله تعالى ) والمقصود بالبطانة : هم الدخلاء جمع " دخيل " وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، يفضي إليه بسره، ويصدقه فيما يخبره به مما يخفى عليه من أمر رعيته ، ويعمل بمقتضاه . والشاهد على نوعية البطانة التي تحيط بالملك عبدالله الثاني أنها من بطانة السوء ، هي الحالة المزرية إقتصادياً وإجتماعياً التي يعيشها الاردنيون بل وقد طال السوء كافة المجالات حتى قل شاكروا النظام وإزداد كارهوه ، ولما قدر للرويبضة ان تكون هي حاشية الملك كان للاردنيين ان لا يأملوا بمسقبل زاهر بوجودها ، فكيف يكون حال الوطن والمواطن إذا كان الشخص المقرب الى الملك وهمزة الوصل بينه وبين الشعب شخص نتاج المزرعة البهلوانية التي إعتمدت الغش في منتوجاتها " فهرمنت " مزروعاتها لتضخم أشخاص كعماد فاخوري ليكون مديراً لمكتب الملك .
لو كان الخطر الذي يُحدق بالوطن والملك مقتصراً على وجود عماد فاخوري والمرافق العسكري الأمين لهان الأمر رغم سوئه ، فقد تعودنا منذ إثنتا عشرة عاماً على وجود الأولاد الدجتالين في حاشية الملك من سمير الرفاعي الذي ورط الملك بتسجيل اراضي الخزينة بإسمه الى المحاسب محمد أبو طالب الذي "هرمنوه " فأصبح من حاملي لقب المعالي ، ولكن الخطر الحقيقي أن تلك الحاشية التي يتزعمها عماد أصبحت متغولة على قرارات الملك لأنها تملك قدرة حجب المعلومة والأشخاص عن الملك ، وهي التي تحدد الأولويات وتعرض البريد بالكيفية التي تريد ، وتقرب من تريد وتغتال الشخصية التي تريد . ورغم أنني على إطلاع بنفوذ عماد في الديوان الملكي ، الا انني لم أتخيل انه قد يصبح الشغل الشاغل لدائرة المخابرات العامة ومديرها فيصل الشوبكي وعسسه ، فتركت دائرة المخابرات التي كانت الى عهد قريب فخر الاردنيين وإعتزازهم واجباتها ، وتناست أننا نعيش في منطقة مضطربة تحتاج منها اليقظة والتركيز ، لا ان تسخر جهودها لمطاردة مقالة لي هنا أو هناك أنتقد فيها عماد فاخوري ، فيسعى الشوبكي وعسسه الى الضغط على وسائل الأعلام والمواقع الأخبارية لحذفها . وقد كنت قد كتبت عدة مقالات إخاطب فيها الملك قاصداً النصيحة وان كانت مغلفة بالمرارة أحياناً وخارج الكياسة أحياناً إخرى ، فتستدعيني المخابرات العامة وكنت حينها أغرق بالتفكير وأقول في نفسي لعل مقالتي أزعجت الملك فأوعز للمخابرات أن تستدعيني إما لتأنيبي أوإعتقالي ، ولكن عندما أحضر الى دائرة المخابرات العامة أجد أن همَهم فقط أن لا أكتب تلميحاً أو تصريحاً عن جلالة عماد فاخوري ، هزئت ورب البيت ، هل ضمنت دائرة المخابرات العامة غدر الكيان الصهيويني حتى لم يبقى لهاهمٌ سوى الضغط على الكتاب والصحافة الالكترونية لكي لا ينتقدوا عماد فيجرحوا مشاعر فخامته المرهفة ولو بكلمة حق ، فعلاً " زمان الشقلبه " ،المهم أنني علمت أن الملك لا بواكي له وما أكثر من يبكي على عماد فاخوري .
بلدٌ أصبح يربط فيه سمير الرفاعي ويفك فيه عماد فاخوري لا خير فيه ، وأحمد الله أن وصفي التل لم يعش ليرى الغربان تسرح وتمرح في بلادنا ، أين أنتم يا راشد الخزاعي وكليب الشريدة وحسين الطراونه اين أنت يا محمد عبد الرحمن خليفه ، أين أنت ياعوده أبو تايه أين أنت يا نايف حديثه الخريشه ، أين أنت يا نوح القضاه ، أين رجال السلط والبلقاء والكرك ومعان والطفيلة واربد والمفرق وجرش وعجلون والعقبه ، أين أنتم يا شرفاء الوطن ورجالاته ، لقد " إتبدلت غزلانها بقرود " ، الملك لا يهم إن كثر ناقدوه فلا أحد يسأل ، والويل كل الويل إذا نسمة هواء مرت على أنف فاخوري ، فما أكثر بواكيه ! العجيب بعد أن يرى الشعب الأردني أن حاشية فيها عماد هي التي ترسم مصير الأردن ، فينتفض للدفاع على حقه ويشكل معارضة وطنية هدفها إعادة الوطن لرجالاته وأبنائه الأردنيين يُعاب عليه ذلك ، فيُسجن أحرار الطفيلة وأحرار الاردن ، ويكافئ الفاسدين بالقرب من الملك ، نعم إن من يجعل من سائقة عطوفة ويجعل مكتبه بجوار مكتب الملك شخص ذا نفوذ ، نعم إن من يجعل المسؤولين والأجهزة الأمنية تطارد الكلمات التي تنتقده هو شخص متنفذ ، لكن نفوذه على الضعفاء من أصحاب الكراسي ، لا على الاردنيين الشرفاء الذين لن تنحني جباههم الا لله عز وجل ، وأسفاه على بلد كثر فيه البكاء على البهلوانيين ، أما ملكهم فلا بواكي له .

عذراً من يستطيع أن يسأل عماد فاخوري ؟ بقلم / الدكتور حسام العبداللات



28 - 03 - 2012

لقد اعتقد كثير من أبطال الفساد في الاردن ان اقنعة البرائة والطاهرة لن تسقط عن وجوههم أبداً ، كما ضنوا ان تسويق إنجازاتهم في وسائل الأعلام ستجعل منهم رموزاً للعطاء والأنتماء وأبطالاً ستذكر أسمائهم كتب التاريخ … خسؤا ، لن تذكرهم الا مزابل الوطن والتاريخ .

ولما كان الحديث أو الكتابة عن بعض المسؤولين في الاردن وعن أخطائهم وإنحرفاتهم الوظيفية ، تجلب للكاتب غضب جهات عديدة في الدولة منها دائرة المخابرات العامة والديوان الملكي وحاشية الملك والحكومة ، فكيف سيكون الغضب وكيف سيكون التهديد والوعيد لذلك الكاتب إن كان الكلام والنقد لرمز العطاء ، ورجل المرحلة وبهلواني العصر والزمان فككاك النشب ، الرجل الغامض بسلامته ، صاحب العصمة سماحة الفاضل عماد فاخوري مدير مكتب الملك ، فعذراً أيها الشعب من يستطيع أن يسأل عماد فاخوري ؟

السؤال لماذا دافعت وأصريت أثناء ترأسك لشركة تطوير العقبة منح شركة التجمع العربي للأستثمارات الدولية والمتمثلة بمديرها ومالكها الدكتور محمد عبد المنعم أسعد قطعة أرض تقع شمالي مدينة العقبة تبلغ مساحتها    ( 285 ) دونم ؟ بالرغم من إطلاعكم ومعرفتكم بأن الرجل تجري عليه أحكام قضائية منظور فيها لدى المحاكم الأردنية ومنها على سبيل المثال قضية تصفية بنك البتراء حيث يبلغ مجموع الدين المترتب على الشخص المذكور حوالي (29) مليون دينار الأمر الذي يشكك في قدرته المالية ، وقد قام مسؤولون في وزارة التخطيط    ومن مديرية السياسات والدراسات تحديداً بدراسة العرض التي تقدمت به الشركة المذكورة ، وجاء تنسيبهم بعدم الموافقة على طلب الشركة بناء على معطيات توافرت لديهم عززت تنسيبهم .

عذراً من يستطيع أن يسأل عماد فاخوري ؟ وواجبي أن إحذر السائل من قوة ونفوذ هذا الرجل ، فلو كان الأمر متعلق بالملك لكنا سألنا ولم نخشى شيء لعلمنا بتواضع الملوك وأخلاقهم ، ولكن توجيه أسئلة سؤال هذا الرجل لماذا فعل ذلك ؟ يحتاج لرجل جريء وبالبلدي ” بايعها ” ، لكن واجبي أن إزود هذا الرجل الجريء بالمعلومات التالية :

•      تقدمت شركة التجمع العربي للاستثمارات الدولية بعرض استثماري للدخول في شراكة مع شركة تطوير العقبة لإنشاء مشروع مجمع سكني مع خدمات متكاملة تتكون من مجموعة من المساكن المنفصلة (فلل وأشباه فلل)  للموظفين في فئات الإدارة المتوسطة والعليا ، وذلك على قطعة ارض تبلغ مساحتها (285) دونم تقع شمال مدينة العقبة.

•    صدر قرار مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة رقم (305) والمتخذ في جلسته رقم (19/2006) تاريخ 30/5/2006 بالموافقة على مسودات الاتفاقيات الخاصة بالمشروع حيث تم التوصل إلى اتفاق على تأسيس شركة مساهمة خاصة محدودة لغايات إنشاء وتطوير إدارة المشروع وبرأسمال مقداره (10,100,000) عشرة ملايين ومائة ألف دينار أردني، تبلغ مساهمة شركة تطوير العقبة بنسبة (35%) من رأس المال تتمثل في نقل ملكية ما مساحته(100) دونم من الأرض إلى الشركة الجديدة وباعتماد سعر 35 دينار للمتر المربع الواحد. ومبلغ 35000 دينار أردني كجزء من رأس المال.

•    يحق لشركة التجمع العربي طلب نقل ملكية الأرض إلى الشركة الجديدة دفعة واحدة وذلك شريطة التزامها بسداد الفارق في مساهمتها في رأسمال الشركة الجديدة.

•    يطلب عطوفة رئيس مجلس إدارة شركة تطوير العقبة من مجلس الوزراء الموافقة على نقل ملكية قطعة الأرض موضوع البحث من شركة تطوير العقبة إلى الشركة الجديدة المنوي تأسيسها بالشراكة مع شركة التجمع العربي للاستثمارات الدولية والتي تبلغ حصتها في الشركة الجديدة (65%) من رأس المال .

علما بأن عماد فاخوري الرئيس التنفيذي لشركة تدمير العقبة على إطلاع بأن مدير الشركة من رجال الإعمال الذين تجري عليهم أحكام قضائية منظور فيها لدى المحاكم الأردنية ، ومنها على سبيل المثال قضية تصفية بنك البتراء حيث يبلغ مجموع الدين المترتب على الشخص المذكور حوالي (29) مليون دينار الأمر الذي يشكك في قدرته المالية.

كما يجب العلم أن الاتفاقية التي وقعتها شركة تطوير العقبة مع شركة التجمع العربي حظيت بحملة إعلامية كبيرة ، إذ ورد في صحيفة الرأي الاردنية أن قيمة المشروع الأجمالية هي ( 100 ) مليون دينار إردني ، علماً بأن القيمة الأجمالية الحقيقية للمشروع هي ( 10 ) مليون دينار إردني ، ولكن لدواعي البهرجة الأعلامية فإن إضافة أصفار على اليمين لا تشكل مشكلة عند عماد عوض الله البهلوان .

كما يجب أن يعلم هذا الرجل المنتحر الذي يود سؤال الأمير عماد ان المشروع يجب أن يكون منجزاً قبل نهاية أب 2008 ، ولكن إنتهى عام 2008 وأصبحنا في عام 2012 ولم يدق مسمار واحد في هذا المشروع ، الا بمخيلات عماد فاخوري وعلى ورق الصحافة .

وكانت نهاية القصة للمشروع ساحات المحاكم الاردنية ، إذ رفعت شركة تطوير العقبة قضية على الشركة المعنية لأسترداد الأرض وكسبتها في نهاية عام 2010 ، بعد أن ضاعت فرصة إستثمار هذه الارض من قبل شركات ذات ملائة ماليه ، وضاعت أحلام الوطن وأبناء العقبة مع أوهام مشاريع وأرقام ودولارات لم توجد الا في مخيلات مشعوذي السلطة والاستثمار .

وقد إساعد البطل الذي يستطيع سؤال عماد فاخوري بصياغة الاسئلة وهي :

هل مجلس الوزراء على إطلاع بالأحكام القضائية المنظورة بالمحاكم الاردنية ضد الشركة والدكتور محمد أسعد ؟

هل أيدت سهير العلي وزيرة التخطيط في حينه طلب رئيس مجلس إدارة شركة تطوير العقبة من مجلس الوزراء الموافقة على نقل ملكية قطعة الأرض موضوع البحث من شركة تطوير العقبة إلى الشركة الجديدة المنوي تأسيسها بالشراكة مع شركة التجمع العربي للاستثمارات الدولية ؟ علماً أن مديرية السياسات والدراسات رفعت توصية بعدم الموافقة على الطلب .

ما علاقتكم مع الدكتور محمد عبد المنعم أسعد ؟

لماذا لم تُطلع الشعب الاردني من خلال وسائل الأعلام بفشل الاتفاقية ، كما روجتم لأهميتها إعلامياً ؟

الا يعتبر فساداً تفويض شركة أوشخص أرضاً رغم الأحكام القضائية المرفوعة عليهم ؟

والسؤال المهم كيف تنام بعد أضعت على الوطن فرصة إستثمار أرض كان من الممكن أن يتم إستغلالها من قبل شركات تكون محط  ثقة ، وبالتالي تُفتح فرص عمل لطوابير البطالة التي تعاني منها العقبة خاصة والجنوب على وجه العموم ؟

ووجدت أن أختم قصة بطولة عماد فاخوري الذي كوفئ لإنجازاته الوهمية بأن يعين مديراً لمكتب الملك ، بعبارة قالها معالي سميح باشا بينو رئيس هيئة مكافحة الفساد – أعانه الله على مهمته – في ندوة عقدت بكلية العلوم التربية في الجامعة الاردنية  ” حمداً لله أن سقطت اقنعة المرموقين وفُضح من كانوا يحيطون انفسهم بهالات الوقار ويصطنعون المواقف النبيلة واولئك الذين كانوا يلبسون اثواب الخيرين فأضحوا بين عشية وضحاها في قبضة العدالة او هاربين منها ”

الملك والأعتراف بالخطأ * الدكتور حسام العبداللات



11 - 12 - 2011

المشكلة التي لا زال يرتكبها الملك عبدالله الثاني أنه لم يعترف بشكل واضح وصريح أن في عهده إرتكبت أخطاء كبيره ، ولازالت تلك الاخطاء تكبر يوماً بعد يوم حتى أدت تداعياتها الى إنعدام ثقة المواطن بالنظام ، وشكه في دعوات الملك لأصلاح سياسي وإقصادي وإجتماعي .
جلالة الملك  «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون » فلا أنتم ولا أحد من البشر معصوم عن الخطأ غير الانبياء عليهم السلام أجمعين ، وإن كانت الامور بالنتائج فالغضب الشعبي الأن وإنتشار الفساد وإفقار العباد والفتن التي تغولت بالبلاد ماهي الا إستمرار لاخطاء إستمر إرتكابها على مدى إثنتا عشر عاماً .
جلالة الملك أرجو أن تسمع مني الحقيقه وما يدور في المجالس ، لأنني من أفراد شعبك الذي يُحرم عليه لقائك لتسمع  منا همومنا ولنفضي اليك بمشاكلنا ، فنحن لانرغب أن ننتظر خمسة وعشرون عاما كشين العابدين بن علي ليقول لشعبه بعدها ” لقد فهمتكم الأن ” ولكن كان قد فات الفوت ، فما أقوله لجلالتكم أكبر من أن إنافق لكم وأقول أنني احبكم أو لا إحبكم ولكن أقول لكم ما أنا مقتنع به وإؤمن به وهو أن وجودكم على رأس النظام ووجود الهاشميين هو صمام أمان للأردن ، وهو ما أعتقد أن كل الاردنيين مؤمنين به ، لذا فالاخطاء التي يتداولها شعبكم هي :
أهم الاخطاء التي إرتكبت في عهدكم هو إعتمادكم على طاقم مستشارين – طقم كنبايات -  معزولين عن الشعب وعن الواقع غمرتهم بألقاب المعالي وهم لايعرفون الموقر من القويره ، وآخرهم عامر الحديدي وأمجد العضايله فماذا قدموا غير نصائح فاشله ، واخرها استقبالك للمستقلين من صحيفة العرب اليوم ، وكذلك المؤتمرات الصحفية ومحاولة إقناع الناس ببرائتكم من قضية تسجيل اراضي الخزينة بإسمكم  – أنا إصدق ما قيل في المؤتمر الصحفي ولكن شوفوا باقي الناس فأنتم فوق الشبهات – ولكن كان الأولى أن يحاسب من إقترح عليكم القيام بهذه الخطوة ، ويُذكرأسمائهم في المؤتمر الصحفي . 
عندما جلستم على العرش كانت المديونية (7) مليار دولار ولم نتخلى عن مؤسسات الوطن ، ولكن بعد (12) عاما من توليكم الملك أصبحت المديونية تزيد عن (17) مليار دولار ، والسؤال لماذا ؟ علما ان الحكومة باعت بثمن بخس مؤسسات ومقدرات الوطن ، هل نحصل على إجابة من المسؤولين بالديوان الملكي بمؤتمر صحفي كما فعلوا في قضية تسجيل أراضي الدولة بإسم جلالتكم ؟ .
لقد إستشرى الفساد في عهدكم  وأصبح ككرة ثلج متدحرجة تكبر مع الوقت ، ويتسائل الشعب الاردني لماذا السكوت عن الفاسدين ما سر قوتهم ؟ يؤسفني سيدي إبلاغك أن الشعب يقول – وإقسم بالله على ذلك – أنك تعرفهم ولو لم تتساهل معهم لما تمادوا بالفساد ونهب المال العام ، بل أخجل أن أقول لكم أن الشعب يدعي أن هؤلاء يدعمون بالمال الديوان الملكي لتغطية نفقات سفرك الكثيره ونفقات الأمراء والاميرات حتى أطلقوا عليك لقب ” أبو … ” ، هل يا جلالة الملك سمعة باسم البهلوان وسمير وزيد الرفاعي ودروزه وغيرهم من رجال المال والاعمال أهم من سمعة الهاشمين الذين تطاولت عليهم آلسن الحاقدين نظرا للسكوت عن فساد هؤلاء ، فلماذا لم يحاسب أي مسؤول لغاية اللحظة غير الرجل البريء والشريف عادل القضاه لحقد الرفاعي عليه .
الشعب يتكلم عن التجارة والاماره وهو غير جائز بالعرف ، فإُقحم الجيش والمخابرات العامة بعالم التجارة والشركات فأصبحوا حماة للمزارع والأبار بدلا من أن يكونوا حماة للديار .
الشعب يتذمر من تدخل الملكة وعائلتها في إمور الدولة وبالتأكيد يصلكم الكلام – الذي نشجبه -  والذي يُقال في الملاعب ومباريات دوري كرة القدم ، هل مجدي الياسين أغلى عندكم من شعبكم حتى تسكت على تجاوزاته ؟ اما الامير غازي فقد دمرت جامعة البلقاء في عهده وهو ما سيحصل في جامعة العلوم الاسلامية التي إستثنيت من معدلات القبول كرماله ومعظم طلابها معدلاتهم (50%) وهو ما سيدمر السياسة التعليمية في الاردن ، ولا نريد إزعاجكم كيف يتم الضغط على أهالي أطفال ليعتذروا لأبنته في المدرسة التي تدرس بها في عمان ، وكيف أن أهالي الاطفال ينقلون أبنائهم لمدارس إخرى – متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم إمهاتهم أحرارا – ، ولا ننسى ما يقوله الشعب عن فساد صهر الهاشميين وليد الكردي ، وهنا كل يوم يترحم الاردنيين على زمن الحسين رحمه الله ويقول الشعب ” ليت الزمان يعود يوما ” .
الاجهزة الامنية والوزارات الحساسه وقصة كل الاحبه إثنين إثنين محمد الذهبي مديرا للمخابرات العامة وأخوه رئيسا للوزراء ، ونايف القاضي الرجل الفاضل وزيرا للداخلية وإبن أخيه مديرا للأمن العام ، خطأ فادح أضحك شعبك الذي يندر أن يضحك ، فهي وزاره ومسؤولية وليست طقم بورسلان ، والنتيجة التواطأ من البعض على الفساد ، لماذا ؟ .
الصورة السيئة التي أصبحت عليها قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الامنية ، من خلال فساد قادتها أدت الى حالة من الاحباط عند الشعب والشعور بعدم الامان ، البطيخي والمرحوم خير والذهبي والرقاد كلهم إتهموا بالفساد المالي والامني والسياسي ، والجيش من الملكاوي الذي أخذ نسبة عجز تؤهله ليستفيد من الخدمات التي تقدم  لذوي الاحتياجات الخاصه ، والصرايرة ولاحقهم مشعل بقصره ومزرعتة ، ما هو السبب وراء تسابقهم على النهب ؟ ما سرعدم إكتراثهم بالمسائلة والمحاسبة ؟ من يدعمهم ؟ هذا هو حديث المجالس .
الحاشية التي حولكم سيدي تتداول الناس قصص فسادها من عماد فاخوري ( الذي سنخصص له مقالة خاصة بالوثائق )  ومرافقك الذي يملك شقق عديدة بالعقبة والعاملين بالتشرفات وقوة نفوذهم ، ليصبح كما يقول الشعب الديوان الملكي بيتا للعاملين فيه وليس بيتا للاردنيين .
والعودة لمن تستشيرهم فأضحكوا شعبكم بإستشارتهم ، بدءا بالتخفي كأن جيوب الفساد والفقر والظلم غير واضحة المعالم ، وكما قال أحدهم لو أغمض الملك عينيه ومد يده لأمسك فاسداً اوفقيراً أو مظلوماً ، الشحادين والطفرانين في بلدكم كُثر ، وتذكر جلالتكم ما جرى عندما خرجت إشاعة أن الديوان الملكي يوزع مساعدات ماليه  لقد إغلقت من الازدحام الشوارع ، من أوصلنا لذلك ؟ .
هل تعلم يا سيدي أن الشعب وبعض الوزراء والنواب يضحكون عندما تقول أن الانتخابات البلدية والنيابية قربتين ، فيقلون كم من مرة أعطى الملك موعداً وصرح بإجراء الانتخابات وتؤجل ، يقولون إنسوا هذا كلام ما حدا متبع ، هل كلام الملوك يُرد ؟ متى كان ذلك ؟ كانت الملوك إن قالت لفلان بسيط من الناس نعم يا باشا ، فيناديه الناس يا باشا ، لأن كلام الملوك لا يرد ، ويبدو أنهم تساهلوا بالكلام بعد قصة مصعد مستشفى البشير الذي أمر جلالتكم بتصليحه أكثر من مرة ولم ينفذ .
وأخطر الاخطاء الذي يتادولها أهل السياسة كيف يولى ثانية من زورت الانتخابات في عهده وأقصد البخيت ، والخطأ الاكبر كما يتداوله أهل السياسة إقالته قبل إتمام المهمه ، فقد تحمل البخيت – والحق يقال – مالم يتحمله مسؤول في الاردن حتى قيل عنه حاشاه ” ممسحة زفر” لكثرة الهجوم المبرر والغير مبرر عليه ، اليس من الأولى كما يقال بعد غلطة التسرع بتوقيع التعديلات الدستورية أن يبقى ويُنسب بحل مجلس النواب – الاجراء الذي لا إحبذه –  وبالتالي يغادر وفق الدستور وتجرى إنتخابات جديده ، أما حاليا ماذا سيفعل دولة عون الخصاونه مع مجلس قوي وماذا سيحقق مع تركة مُلئت بالفساد ووضع إقصادي وإجتماعي سئ ، فعلا هذا الرجل النزيه سيعاني كثيرا ، كان الله في عونه ونتمنى أن تقف التنازلات عند جوازات السفر والتقاعد للنواب . 
اليس من الاخطاء التأخر في حل مشكلة المتقاعدين العسكريين ، فهم كباقي الشعب لم يكن يُهمهم التعديلات الدستورية بقدر همهم تأمين لقمة العيش الكريم – طبعا ليس على طريقة سكن مُهين عفوا كريم – فالتأخير أدى الى مطالبتهم بإصلاحات سياسة ، أما الاخوان المسلمون إرتكب خطا كبير في التعامل معهم ومع مطالبهم وإتهموا وشكك في إنتمائهم للوطن ، وهم من اكثر المحبين للوطن ويحرصون على الاردن كوطن للتحرير وليس وطنا بديل ، لمصلحة من الجفاء ؟ . 
واخيرا جلالة الملك الاخطاء عديدة والمرحلة بحاجة للتقيم ، هذا ونصحني الاصدقاء أن لا اكتب هذا المقال وأن لا إعلن ما كان بالخفاء يُقال ، ونصيحتهم الي خوفا من غضبك وما قد يلحقه بي رجالك وحاشيتك بي جسديا ومهنيا بمستقبلي الوظيفي ، ولكن حب الوطن أكبر من كل شئ ، ومخاطبتكم بهذا الحقائق كانت لحرصي عليكم لأن وجودكم على رأس النظام هو إستقرار للبلاد وأمان للعباد ،  قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون .

إفلاس وليد الكردي


 أصدرت محكمة بداية شمال عمان - أمس الثلاثاء - قرار رقم ( 643/2012 ) والذي أعلنت فيه حكمها بـ إفلاس وليد الكردي .
وكان الكردي قد تقدم بطلب إشهار إفلاس إلى المحكمة ، فأصدرقاضي المحكمه أسامة دروزة قرار افلاس الكردي وجرى نشر اسم الكردي على جدار المحكمة والمحاكم الأخرى في جميع أنحاء المملكة.
يذكر ان وليد الكردي غادر الى بريطانيا عقب التحقيق في قضية فساد تتعلق بخصخصة شركة الفوسفات, وكانت حكومة عون الخصاونة قد تعهدت باحضار الكردي بواسطة الانتربول الا ان الخصاونة رحل عن الرابع قبل ان يفي بتعهده.

الأحد، 2 ديسمبر 2012

الأزمة المالية وانتفاضات الربيع العربي تهدد استقرار الأردن

رويترز - انحسرت الاحتجاجات العنيفة التي هزت الأردن الشهر الماضي بصورة كبيرة لكن هتافات غير مسبوقة تطالب بإسقاط 'النظام' تشير إلى متاعب أعمق في المملكة التي لم تشهد حتى الآن الانتفاضات التي أعادت تشكيل العالم العربي.

ما من شك في أن الغضب بسبب خفض الدعم الحكومي للوقود هو الذي تسبب في تفجر مثل هذه الاحتجاجات التي قتلت فيها الشرطة بالرصاص رجلا خلال مواجهة عند مركز للشرطة. كما أن اعتزام الحكومة رفع أسعار الكهرباء ابتداء من العام القادم ربما يشعل الغضب الشعبي.

أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعض الإصلاحات الدستورية ويقول مستشاروه إن نسبة الإقبال على انتخابات برلمانية تجرى في يناير كانون الثاني ستكون اختبارا لمدى الدعم الشعبي لخطى التغيير السياسي وسط أزمة مالية حادة أجبرت الأردن على اللجوء إلى صندوق النقد الدولي.

لكن البناء الذي جعل الأردن مستقرا نسبيا عشرات السنين بدأ يتصدع ويتضح هذا بشدة في المحافظات التي يغلب عليها الطابع العشائري والتي كان ينظر لها منذ زمن طويل على انها الركيزة الأساسية لدعم العائلة الهاشمية المالكة التي تولت الحكم عام 1921.

وتعززت هذه الصيغة بعد حرب أهلية عام 1970 بين الجيش والمقاتلين الفلسطينيين - وهو حدث فاصل في تاريخ الأردن يجري حذفه من الأحاديث العامة - والتي تعطي سكان الضفة الشرقية امتيازات في مجالات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن والأجهزة الحكومية.

يمثل الأردنيون من أصل فلسطيني الأغلبية في المؤسسات الخاصة لكنهم لا يقومون بدور سياسي يتناسب وأعدادهم ومن أسباب ذلك أن تقسيم الدوائر الانتخابية يحد من قوتهم التصويتية.

ورغم أن التزاوج والتعايش لزمن طويل والروابط التجارية بين النخبة على الأقل تذيب الفوارق بين طرفي المجتمع الأردني فمن المرجح أن هذا الانقسام سيظل يطارد الأردن كلما ظل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الأوسع نطاقا قائما.

ويخشى الأردنيون من مختلف القطاعات من الافتقار إلى الأمن في أحيائهم لكن المال الذي جعل الاستياء كامنا في المجتمع المنقسم لم يعد موجودا.

كما أدى تدفق 240 ألف سوري من الصراع السوري إلى جعل الموارد محدودة في بلد يسكنه سبعة ملايين نسمة ولا يملك أي ثروة نفطية تقريبا ويعاني نقصا في المياه.

قال دبلوماسي أوروبي 'الإصلاح صعب حقا لأن هناك حاجة لتغيير القواعد الاقتصادية والقواعد السياسية... في الماضي كانت العشائر تعطي دعمها مقابل الوظائف والمال. الآن لم يعد هذا ممكنا.. إنهم يقولون ‭‭‭'‬‬‬لن ندفع مالا مقابل فسادكم‭‭‭'‬‬‬.'

وتجنب الفلسطينيون الذين تضرروا أيضا بشدة من إجراءات التقشف الحديث علانية للحيلولة دون إحداث انقسام سياسي.

وفي الكرك وهي بلدة عشائرية جبلية شاركت في الاحتجاجات التي ثارت ضد رفع أسعار الوقود الشهر الماضي ينتظر أصحاب المتاجر الذين يبدو عليهم الوجوم الزبائن في شوارع تجارية ضيقة تحت قلعة الكرك.

قال هاني حرز الله 'خلي المواطن اللي يشعر انه رفع الأسعار أضره يطلع ويعبر عن رأيه سلميا.'

وفي متجر يبيع الدجاج الحي من أقفاص سلكية قال تحسين الطنشات (64 عاما) إنه حصل لتوه على معاش التقاعد الذي يبلغ 200 دينار (280 دولارا) لكنه لم يتبق معه سوى 50 دينارا بعد أن سدد التزاماته المالية الشهرية.

وقال الطنشات الذي يتقاضى معاش تقاعد منذ تقاعده من اعمال الحراسة قبل 31 عاما إن اثنين من أبنائه الثلاثة جنود. ومضى يقول 'بدي ولدي اللي بدون شغل يلاقي وظيفة في القوات المسلحة.'

ورغم كل شكاواهم فإن الكرك التي تبعد 900 كيلومتر إلى الجنوب من عمان أغدقت عليها الحكومة الأموال وربما يكون ذلك بفضل شخصيات قوية من عشيرتي المجالي والطراونة الذين شغلوا مناصب كبرى في الحكومة والجيش عشرات السنين.

يقود طريق سريع من أربع حارات إلى البلدة التي يسكنها 65 ألف نسمة وتمر بمحطة للكهرباء ومنطقة صناعية هادئة. تفخر الكرك بوجود جامعة رئيسية ومستشفى عام جديد إلى جانب الكليات وقصر للعدالة.

لكن فرص العمل نادرة. ويهدف تجميد الحكومة لفرص التعيين إلى الحد من عبء الأجور ومعاشات التقاعد في القطاع العام على خزانة تعتمد منذ زمن طويل على المساعدات من دول الخليج وجهات غربية مانحة.

وأظهرت برقية دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن 'الجهاز الحكومي المترهل ونظام التبعية العسكرية' امتص ما يصل إلى 83 في المئة من ميزانية 2010 رغم خفض الإنفاق المزمع.

وواجه الاقتصاد أزمات أشد منذ ذلك الحين. فقد خفض النظام الجديد في مصر بشدة من إمدادات الغاز الرخيص إلى الأردن الذي يستورد 97 في المئة من الطاقة والذي أصبح يتعين عليه فجأة أن يدفع 2.5 مليار دولار سنويا للحصول على الوقود.

وكانت احتجاجات الشهر الماضي الأعنف بين عدة موجات من الاضطرابات في الأردن منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي قبل نحو عامين وإطاحتها بحكام في أنظمة شمولية في كل من تونس ومصر وليبيا.

وتنظم حركات معارضة محلية النشطاء في الكرك وبلدات أخرى في المناطق الريفية والعشائرية وتعرف مجتمعة باسم الحراك ويركز هؤلاء في شكاواهم على الفساد وتدني الخدمات والبطالة. كما أنهم مستاءون من الخصخصة وغيرها من إصلاحات السوق التي تهدف إلى الحد من الإنفاق الحكومي الذي يستفيدون منه.

وقال مصطفى حمارنة وهو خبير للعلوم الاجتماعية يرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية ببلدة مادبا 'الحراك لا تحركه الديمقراطية بل شعور بالأحقية.... لم ينتج من تعبئة تلقائية إلى حركة سياسية وطنية.'

يفتقر الأردن إلى وجود أحزاب سياسية ذات مصداقية باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي التابع لجماعة الاخوان المسلمين التي تعول في معظم قاعدتها الشعبية على سكان المدن والفلسطينيين. وفي بعض المدن أقام الإسلاميون روابط وجلة مع الحراك.

وتعتزم جماعة الاخوان المسلمين المعروفة بالوسطية منذ منح فرع الجماعة في الأردن ترخيصا عام 1946 مقاطعة انتخابات يناير كانون الثاني متعللة بقواعد الانتخابات التي تقول إنها تهدف إلى منعها من أن تكون أكبر كتلة في مجلس النواب المؤلف من 150 مقعدا.

وتتهم السلطات الإسلاميين الذين زادوا جرأة مع قيام انتفاضات الربيع العربي التي أدت إلى انتخابات فاز بها نظراؤهم في مصر وتونس بإذكاء الاضطرابات ورفض الانضمام لحوار الإصلاح الذي أطلقه الملك عبد الله في أوائل عام 2011.

وقال مصدر رسمي كبير طلب عدم نشر اسمه 'من الواضح ان الاخوان المسلمين قرروا أن بإمكانهم الحصول على المزيد من المكاسب إذا بقوا في الشوارع.'

وأقر بأن توقيت خفض الدعم الحكومي مع قدوم الشتاء وقرب موعد الانتخابات لم يكن مثاليا لكنه قال إنه لم يكن هناك من خيار آخر لأن الأردن كان يواجه خطر 'الإفلاس'.

ومقابل موافقة صندوق النقد الدولي على إعطاء الأردن 2 مليار دولار في أغسطس آب فإنه يريد إصلاحا للقطاع العام واتخاذ إجراء فيما يتعلق بالدعم الحكومي بما في ذلك رسوم الكهرباء.

وأحجمت دول خليجية مانحة مثل المملكة العربية السعودية التي أنقذت الأردن من حافة الانهيار في وقت سابق بمنحها 1.4 مليار دولار قبل عام عن تقديم دعم مباشر للميزانية حتى الآن هذا العام لكن الرياض والكويت أرسلت كل منهما 250 مليون دولار لحساب مشاريع.

وتترواح التكهنات بالأسباب بين الإنفاق الشديد لدول الخليج للحيلولة دون قيام احتجاجات في الداخل والقلق من الفساد في الأردن وبين أولويات أكثر إلحاحا بالمنطقة وربما أيضا لأن الأردن أدرج افتراضات بشأن مساعدات الخليج في الطلب الذي قدمه إلى صندوق النقد الدولي دون أن يستأذن الدول المانحة أولا.

كما أن السعودية وقطر ربما ترغبان من الأردن أن يأخذ موقفا اكثر إيجابية من الأزمة السورية.

وقال معين رباني المحلل المقيم في عمان 'ما من شك أنهم يرغبون في رؤية أن يصبح الأردن المقابل الجنوبي لتركيا في دعم المعارضة السورية... لكن الأردنيين يفضلون أن يقوموا بدور أقل ظهورا وممارسته بشكل أكثر سرية.'

وسيصبح بقاء الرئيس السوري بشار الأسد الذي سيكون راغبا في الانتقام في السلطة أو انتصار خصومه الذين يمثل الإسلاميون أغلبهم خطرا على عمان.

وما زال للأردن سفير في دمشق بما يتوافق مع سياسته المعتادة القائمة على اتخاذ خطوات حذرة وسط الدول المجاورة الأكثر قوة. ويقدر الغرب دور الأردن بسبب معاهدة السلام التي أبرمها مع اسرائيل ولدوره باعتباره دولة عازلة مستقرة في منطقة مضطربة.

وعندما بدأت الانتفاضات في العام الماضي جدد الملك عبد الله الذي يحكم البلاد منذ وفاة والده الملك حسين عام 1999 حملة إصلاح سياسي يعارضه محافظون كان قد نحاهم جانبا للتركيز على عمليات التحرير الاقتصادي بهدف توسع الطبقة الوسطى.

كتب جوليان بارنز ديسي في بحث لصالح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يقول 'ما زالت النتائج مخيبة للآمال... رغم التغييرات في الدستور لم توضع قيود على السلطة السياسية المباشرة للملك.'

وما زال الملك عبد الله الذي أقال خمس حكومات خلال العامين الماضيين قادرا على تعيين الحكومات وإقالتها رغم أنه وعد بمشاورة البرلمان فيما يتعلق باختيار رئيس الوزراء القادم الذي لابد أن يجتاز اقتراعا بمنح الثقة.

وقال وسام المجالي وهو من نشطاء الحراك في الكرك إنه لابد 'أن يكون مجلس النواب سيد نفسه وألا يحل بقرار وبكلمتين ينحل من الملك.'

وقال معاذ البطوش وهو نشط آخر من الكرك إن مجلس النواب عندما تزيد قوته سيحول دون الحاجة إلى احتجاجات الشوارع في مواجهة قرارات 'حمقاء' ربما تشعل مطالب ثورية.

ومضى يقول 'كان رد فعل بعض من غضبوا من رفع أسعار الوقود الدعوة لإسقاط النظام' مضيفا أن هذا لم يكن قط مطلبا للحراك 'هناك أزمة ثقة.'

ودافع مصدر رسمي عن الإصلاحات التي تشمل تشكيل لجنة انتخابية مستقلة قائلا إن الأغلبية الساحقة للأردنيين تعارض أخذ سلطات من الملك الذي يعتبرونه ضمانا في مواجهة المصالح المتضاربة.

وأضاف أن إعادة رسم الحدود الانتخابية لم يكن سهلا في ظل مقاومة من سكان الضفة الشرقية الممثلين بشكل مبالغ فيه في البرلمان وإن عمان تحصل على خمس المقاعد فقط في البرلمان رغم أنها تضم نصف سكان الأردن تقريبا والكثير منهم من أصل فلسطيني.

يشعر الفلسطينيون في مخيم الحسين للاجئين الذي أصبح حيا عشوائيا في العاصمة بالمرارة.

قال عبد المنعم أبو عيشة (52 عاما) وهو قصاب كان يشعل سيجارة بينما يبيع قطعا صغيرة من اللحم في متجر صغير 'هذا الارتفاع في الأسعار لطم الناس على وجوههم.'

وفي شارع مليء بالأسواق قال أشخاص إن احتجاجات محدودة فقط قامت في المخيم احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود. وأبدى البعض ارتيابه في أنها قامت بناء على تحريض من خارج المخيم.

وذكر نجار قال إن اسمه أبو عمر 'المخيمات الفلسطينية تتحرك بس لما المناطق العشائرية تتحرك ولما البلد كلها تتحرك لأنه لو المخيمات لحالها طلعت راح يقمعوها قمع شديد.'

ومضى يقول 'احنا الفلسطينيين مستهدفين. أول ما بتفوت مخفر يسألوا بلدك الأصلية. طيب أنا حامل رقم وطني وجواز أردني وخادم جيش. وإذا صار شيء على هل البلد اول واحد بدافع عنه.. فليش بتحكي لي وين بلدك الأصلي؟'

ومع شعور سكان الضفة الشرقية والفسلطينيين على حد سواء بالمتاعب فإن التوتر ربما يهدأ إذا أسفرت انتخابات يناير كانون الثاني عن برلمان ذي طابع جديد لكن القواعد الانتخابية والمقاطعة المزمعة للإسلاميين وآخرين تجعل هذا غير مرجح.

وفي حين أن الملك البالغ من العمر 50 عاما يبدو واثقا من خارطة الطريق بوصفها أفضل مسار لمجتمع منقسم فإن هذا ليس شعور الجميع.

وقال الدبلوماسي الأوروبي 'يحتاج الأردن إصلاحا سياسيا شاملا للتعامل مع التحديات الاقتصادية الهائلة.'

وتابع 'المتاح لدينا هو خطوة محدودة. ما زال العجز الديمقراطي قائما ولم يتقلص في وقت هناك حاجة فيه لثقة المواطنين للتعامل مع التحديات والفساد