الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

د . أنيس خصاونة يكتب...لماذا يصر الأمير حسن على تحدي مشاعر الأردنيين ؟!





طالعتنا الصحف المحلية والأجنبية قبل أيام قليلة بمشاركة الأمير حسن والسفير الإسرائيلي في حفل جمع تبرعات تم تنفيذه من قبل جماعة يهودية في بريطانيا ..

والغريب في الأمر أن ريع هذا الحفل يذهب الى إسرائيل التي فرغت للتو من قصف غزة وقتل أكثر من مائة وخمسون شهيدا من أهل غزة هاشم الذين ذاقوا وما يزالوا يذوقون كافة صنوف العذاب والتعذيب والحرمان والتجويع والحصار من اليهود القتلة .

الأغرب في الأمر أن الأميريلقي كلمة في الإحتفال الذي'يرفع الراس' يطمئن الحضور بأن الحراك في الأردن لن يؤثر على النظام وان النظام باقي وصور الحراك الأردني وكأنه يهدف الى زعزعة النظام وإسقاطه علما بان كافة شعارات الحراك بأطيافة وألوانه المختلفة مجمعه على إصلاح النظام وهي أيضا متمسكه بهذا النظام.

ويقول الأمير بأنه يعلم من أن أحد الحراكيين يتلقى أو بالأحرى تلقى مائتين دينار مقابل مشاركته في الفعاليات التي يتم تنفيذها للمطالبة بالإصلاح. مؤسف هذا الكلام والله ومذهل أن يقول أمير وشقيق الراحل الحسين بن طلال وولي عهده آنذاك كلاما لا يصدقه الجنين في رحم أمه ولو كان صحيحا هذا الأمر لاحتاج الحراك الأردني الى ترليونات ليدفع للمشاركين في مسيراته شبه اليومية؟

المذهل أكثر أن يتعمد الأمير أن يتحدى مشاعر الأردنيين بجمع تبرعات لإسرائيل ويلقي كلاما يجرح مواطنيه في الأردن فما الذي يقصده من هكذا تصرف وفعل علما بأن الأمير وجه كلاما نابيا وغير لائق قبل شهور للحراك عندما تحدث عن 'تنخيلهم '؟

لماذ هذه الفوقيه ولماذا هذا التحدي السافر لمشاعرنا ومشاعر المواطنين الذين لا يجدون تفسيرا لتصرفات الأمير الذي كنا قد اعتدنا أن نسميه الأمير المحبوب ولكن على ما يبدوا أننا كنا مخطئين أو أن الأمير ليس هو ذات الأمير الذي عهدناه محبوبا!


الأمير الحسن الذي كان في يوم من الأيام على وشك أن يصبح قائدا للبلاد يقوم بتصرفات تؤذي الأردنيين وتؤذي النظام والعائلة المالكة وتستفز الأردنيين وتثير مشاعرهم.

اليهود الذين ما زالوا يتعاملون مع أبناء ديننا وجلدتنا تعامل غير إنساني ويستبيحون حرماتهم وينتهكون حرمة مقدساتنا ويلوحون بان الأردن هو الوطن البديل لا يستحقون التعاطف معهم وحضور احتفالاتهم بجمع تبرعات تذهب لبناء مستوطنات لهم على جماجم وعظام وكرامة الفلسطينيين.

ماذا نقول أيها الأمير للألفين وخمس مائة شهيد أردني في حروب فلسطين ..؟؟

ماذا نقول للشهداء ولعائلاتهم وثكلاهم من أمثال محمد سليم بني حسن،و ناصر سويلم الحويطات،وسالم محمد الخصاونة،وحسين علي البطوش،وهيكل منصور الزبن،وسويلم هويمل ..؟؟

هل نقول لهم أن دمائهم ذهبت هدرا وأننا نشارك في حمع تبرعات لليهود المحتلين الذين سرقوا الأرض ودمروا الأمة وسفكوا الدماء! نعم ماذا نقول لمتقاعدي الجيش العربي الذين شاركوا في حروب 1948 ،1967 ،1968، 1973 ، وشاهدوا وقرأو مشاركة الأمير حسن في هكذا حفل مشؤوم؟

هل نقول لهم أن جهادكم ذهب أدراج الرياح أم نقول لهم أن الحقائق تغيرت أم نقنعهم أن الأمير تغير؟


نعم إنها أسئلة صعبة ومحرجة ومؤلمة ولا يوجد لدينا إجابات عليها ونعتقد أن تصرف الأمير قد كان أمرا جلللا وجاء ليوتر أجواء أصلا هي متوترة بين النظام السياسي والحراك الإصلاحي ونعتقد أن خطوة الأمير وتعمده مثل هكذا ممارسات لا تراعي حساسية ودقة الظروف التي يمر بها بلدنا ،وتعطي نتائج سلبية وتخلق أجواء من عدم الثقة بين أولي الأمر والشعب.

متوقع من النظام أن يدلي بتصريح يبين فيه أن الأمير تصرف على عاتقه وأن ما قام به لا يمت بأي صلة ولا يمثل موقف القيادة السياسية الأردنية كما أنه متوقع لا بل ويجب أن يصدر تصريحا من الديوان الملكي يوضح مدى صحة ما تناقلته الصحف البريطانية من أن الأمير شارك في الفعالية المذكورة نيابة عن الملك.


أما بالنسبة للأمير الحسن فأقل ما يمكن توقعه منه هو الإعتذار للأردنيين عن تلك المشاركة غير المباركة أو أن يشرح ويقنع الأردنيين بظروف وحيثيات هذا الحدث الجلل.

الأمير خسر جزءا كبيرا من مخزون علاقاته بالأردنيين ومودتهم له جراء هذا التصرف ويمكن أن يخسر المزيد من رصيده الإجتماعي والشخصي اذ لم يستدرك وقع الصدمة على الأردنيين نتيجة الخطيئة التي ارتكبها شارحا و معتذرا عما قدمته مشاركته وحضوره من دعم معنوي لمنظات يهودية صهيونية تقتل أبنائنا في صبيحة كل يوم وتدنس مقدساتنا في الأقصى والخليل وغيرها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق