الجمعة، 22 مارس 2013

الاردن و الهاشميين

الاردن قبل الهاشميين هل هو موجود أم بلا وجود؟؟

رم - محمود قطيشات

يظن كثيرون ان الاردن قبل الهاشميين كان خاويا من الثقافة والعلم ومن كل أشكال التقدم بل و يحلو للبعض ان يصف أرضه بالصحراء البلقع التي تفتقر لكل مقومات الحياة .. ولولا مجيء الهاشميين لاندثر الاردن وتلاشى ولاصبح في خبر كان وفي ذلك ظلم كبير للأردن ولرجالاته الذين نعتب عليهم كل العتب لصمتهم وسكوتهم على تجاوزات الهاشميين الذين اعتمدوا على غير الاردنيين من العائلات والاشخاص الذين ليس لهم أي علاقة بالاردن سوى انها مصدر وفير لتنمية ثرواتهم واستعباد الاردنيين وللاسف فقد سار الهاشميون على نفس النهج الذي اعتمدته بريطانيا القائم على فرق تسد فزرعت العداوة والبغضاء بين اهل البلاد عشائريا وجغرافيا لتخلوا لها الاجواء وتجعل الجميع يلوذون بها .. فمن يقرأ التاريخ جيدا ويتصفح اوراقه يلاحظ قبل مجيء الهاشميين انتشار مدارس الذكور والاناث ووجود بلديات كبيرة كانت تقوم بتقديم كل الخدمات الشمولية للسكان ..وأن هناك بيوتا فخمة وشوارع مبلطة وكان يوجد في بعض المدن الاردنية مطاعم ونزل ضيافة ( فندق صغير ) .. ولما جاء الهاشميون وجدوا شعبا طيبا وهو شعب صاحب كرامة يرفض الضيم ويأبى العبودية ..فتمددوا في الاردن أفقيا وعموديا معتمدين على اشخاص لا علاقة لهم بالاردن سوى انهم يرون في الاردن مزرعة لهم وللأسيادهم .. ومن الظلم المريب ان يقوم باحثون اردنيون بتعميق هذا المفهوم انطلاقا من مصالحهم الشخصية وتزلفى من الهاشميين بطمس دور ابناء الاردن بالكامل ليقولوا ان الهاشميين هم السبب وراء استمرار وجود الاردن و مصدر بقائه .
نعترف جميعا بأن للهاشميين فضل .. ولكن للاردن وللأردنيين عليهم ايضا أفضال .. فالفضل متبادل وان كانت النتيجة في النهاية لصالح الهاشميين اكثر مما هي لصالح الشعب الاردني بدليل حالة الفقر المدقع التي يعيشها الشعب الاردني والثراء الفاحش الذي يتنغنغ فيه الهاشميون الذين عندما جاء بهم الانجليز الى البلاد لمساعدتهم في طرد الاتراك لم يجدوا بيتا يأويهم فسكنوا في بيوت الاردنيين وهذا ليس من باب المنة بل من باب ذكر الحقيقة .. ولو نظرنا الى العائلة الهاشمية الان لوجدناها تمتلك الاردن بقضه وقضيضه وأن لديهم من الثروات ما لا يعلمه الا الله .. فليس من امير صغير او كبير ولا من اميرة ولا شريف ولا شريفة ولا صديق لهم ولا صديقه ولا نسيب ولا حبيب وما أكثرهم الا وهو يمتلك الاطيان والاقيان بينما يئن الشعب الاردني من وطأة الفقر والجوع .. لقد اغدق الهاشميون العطايا السنية لمن هب ودب وأسلموا رقاب الاردنيين للغرباء ومنحوهم الصلاحيات وقلدوهم ارفع المناصب وأصبح الجواز الاردني يصرف لمن يدفع أكثر وها هي النتيجة التي لا تخفى على أحد .. الاردني اليوم همه فقط ان يجد لقمة عيش يسد بها جوعه او مسكن يآوي فبه رأسه او حتى مترا من الارض ليدفن فيها عند موته ... لقد اصبحنا نعبد الهاشميين ونصلي لهم بعدما أفهمونا انهم مصدر رزقنا وسبب وجودنا فلولاهم لمتنا جوعا وعطشا .. أقول ما اقول ليس كراهية بالهاشميين الذين يمتد نسبهم الى الرسول المصطفى ولا نقصا من فضلهم ولكنني احببت ان انصف بلدي واعتز برجالات الاردن الذين لا ينكر فضلهم الا جاحد .. قد يظن مريب او شاك او محرّض انني ضد الهاشميين او انني اكرههم وهذا افتراء لا يحتاج مني الى دليل ادافع به عن نفسي ولكنني وجدت من باب الانصاف وحبي واعتزازي ببلدي وبرجالات وطني من شماله الى جنوبه أن أذكر ذلك وان كنت على يقين من انه لن يعجب المنافقين. انني كأردني لن ابرح الاردن ولن اتخلى عنه رغم اننا اصبحنا مثل ريشة في مهب الريح .. لا نعرف أي مصير مجهول ينتظرنا .. ومجرد ارقام لا قيمة لنا في اجندة الهاشميين الذين لهم في كل عاصمة اوروبية اكثر من قصر واكثر منمنتجع واكثر من استثمار ..
وها نحن نتراكض وراء المكارم الهاشمية للحصول على وظيفة او طرد خيري او معونة نقدية او منزل متهالك الاركان ونقف صفا في الطابور وامام العدسات والشاشات لمزيد من الاذلال لنا مع انه من حق كل اردني ان يعيش في بلده حرا كريما متمتعا بكل حقوقه ولا يجوز في أي حال من الاحوال ان تكون حقوق الاردنيين هي مكارم هاشمية ننحني ذلا وعبودية حين نحصل عليها .. ونتغنى ونرقص فرحا لمن يعطينا اياها .. فبأي حق ينهكنا الفقر ونحن نرى خيرات بلدنا في يد حفنة من اللصوص لأن لهم علاقة صداقة او قرابة او نسب مع الهاشيين .. الاردن الان على مفترق طرق والمخاطر تحيط به احاطة السوار بالمعصم ونحن ليس لنا حول ولا قوة سوى التغني بأمجاد الهاشميين .. دورنا فقط ان ننفذ ما يرسموه لنا وان نستسلم لقضائهم وننتظر مصيرنا المجهول .. أخشى ان يأتي اليوم الذي يتخلى فيه حكامنا عن الاردن ويقومون بحزم امتعتهم كما فعل غيرهم ويغادرون الى حيث تنتظرهم ارصدتهم واستثماراتهم ومشاريعهم السرية .. لقد اصبح كل ما في الاردن ملك للهاشميين بامتياز .. اما الاردن وسلامته ورجالاته الذي بنوا مجده فلا وجود لهم ولا مكانة فالشوارع كل الشوارع والجامعات والمدارس والمستشفيات وحتى دور العبادة والمراكز الثقافية كلها تحمل اسماء العائلة الهاشمية .. بنفسي ان أرى شارعا مهما في مدينة او قرية يحمل اسم احد ابناء المنطقة ممن كان له باع في خدمة بلده .. بنفسي ان يخرج الاردنيون عن صمتهم ويقولون ما في جعبتهم من كلام بعيدا عن الخوف والمساءلة ... فمن رضي عليه القصر دخل الجنة ومن غضب عليه النظام فجهنم مثواه .. اليس من العيب ان يكون لكل دول العالم نشيد وطني الا الاردن ففيه فقط سلام ملكي .. اليس هذا هو الظلم والاستهتار والاستخفاف بنا نحن الشعب الاردني .. اليس في اليمين الذي يقسمه الوزراء امام الملك اهانة للاردن اليس هذا هو الهوان بعينه .
اننا كأردنيين نرفض ان يكون الاردن للجميع ونرفض أن يكون الاردن لاشخاص من شتى الاصول والمنابت يحكمون الاردن ويذلون الاردنيين .. نرفض ان يكون الاردن وطننا للزعران والمرتزقة الذين لا نعرف اصولهم ولا انسابهم ..نقبل ان يكون الاردن بلدا للمهاجرين والانصار ولا نقبل ان يكون مرتعا لكل فاسد وموئلا لكل حرامي.. لقد تألمنا جدا كأردنيين حول ما تناقلته الصحافة من تصريحات منسوبة للملك نستهجنها جميعا ولا ندافع عن الملك الا اذا ثبت بالبرهان انها لم تصدر عنه .. كما نستغرب ردود فعل الاعلام الرسمي وبعض الاردنيين الذين سارعوا الى نفيها دون تمحيص او مناقشة باعتبار ان الملك معصوم والمعصوم لا يخطيء.. نحن بانتظار تصريح واضح ومحدد على لسان الملك لنفي كل ما ورد على لسانه لأن الصحفي الامريكي تحدى الجميع بتسجيلات صوتية للمقابلة. لقد اثبتت الايام ان الشعب الاردني هو دائما الضحية وربما كنا هو الشعب الوحيد الذي يدافع عن جلاديه ويشعر بالمتعة وهو تحت التعذيب .. ان مجلس نوابنا السابع عشر والذي فشل في اول ممارسة ديموقراطية له تحت القبة و قدم نموذجا سيئا للعالم يعيش هو الاخر تحت رحمة الهاشميين ولن يجرؤ على قول الحقيقة .. والمطلوب منه ان كان فعلا يمثلا ارادة الاردنيين ان يعقد جلسة طارئة ويطلب توضيحا من الملك ويتخذ القرار المناسب في ضؤ ما يتوصل اليه والا فان شأنه في ذلك سيكون شأن كل المجالس السابقة التي باتصال هاتفي تتغير مواقفها وتترنح ثوابتها .. كما أن الحكومات الاردنية والتي هي أسوأ حالا مما نتصور فندعوا لها وعليها بالرحمة ونصلي عليها صلاة الجنازة سلفا ..وانتظروا منها ما يرهق كواهلكم ولا تنتظروا منها ان تقترب من حمى القصر فهو خط أحمر من يقترب منه هالك لا محالة كما هو مصير كاتب هذا البيان.. لقد آن الاوان لنكون كلنا صادقين مع انفسنا وبلدنا قبل ان ننهض من سباتنا لنجد ربيعا أكثر قسوة من ربيع ما جاورنا من الدول .. فحالنا ليس بأفضل من أحوالهم وأوضاعنا ليست أحسن من أوضاعهم فكلنا بالهم شرق وكلنا داخلون في ذاك النفق الا اذا حصلت معجزة ..
ان احتراق الاردن بالربيع العربي او عدم احتراقه هو الان بيد الملك عبدالله الذي طالما دغدغ عواطفنا وأضحك مشاعرنا بتصريحات انشائية ارضت غرور البلهاء وزادت من قهر المقهورين فازددنا فقرا على فقر ومعاناة لم يعد يتحملها من يمشي على اربع .. وأتحدى الملك ان يجرؤ على الاقتراب من ساحة صديق العائلة باسم عوض الله واشقاء الملكة واخوالها وغيرهم الكثير الكثير اوحتى مجرد الاشارة اليهم اوحتى مجرد ذكر اسم واحد منهم او المطالبة بمحاكمتهم .. ان سكوت الاردنيين ليس سكوت رضى ولا صمتهم صمت ضعف بل انه حب الاردنين للاردن وخوف الاردنيين على الاردن .. بل انه الجمر تحت الرماد .. أما السؤال كيف للملك ان يخرج الاردن من دائرة الخطرالسياسي والاقتصادي والاجتماعي فهذا هو شأنه لانه هو من اوصل الاردن الى حافة الهاوية بسياسات وتهورات وقرارات غير مدروسة ولا مفهومة وعمل على تقديم من حقهم التاخير وتأخير من حقهم التقديم وترك الوطن مشاعا ونهبا لكل عابر سبيل .. اليس هو من عين محمد الذهبي مديرا للمخابرات العامة ؟ وقبله شقيقه نادر رئيسا للوزراء .. هل هناك دولة في العالم يكون مدير مخابراتها و رئيس وزرائها في نفس الوقت شقيقين .. وها هو محمد في السجن وها هو نادر في الجن الاكبر .. ان مما يدعو الى السخرية ان الدستور الاردني الذي نتغنى به كمنجز وطني يعفي الملك من كل أخطائه ويضعه في صفوف المعصومين من انبياء ورسل ... اليس هذا الدستور بحاجة الى اعادة نظر ؟؟ و نسال الله عز وجل ان يحمي الاردن من طارقات الليالي .. ان الاصلاح الحقيقي هو الذي يبدأ من فوق والناس كما يقال على دين ملوكهم ..فان صلح الراعي صلحت الرعية .. ان ثروة الهاشميين هي ملك الشعب الاردني وباعترافهم جميعا انهم عندما جاؤوا الى الاردن لم يكن يمتلك احدهم اكثر من قوت يومه .. ليس لديهم بيوت ولا قصور ولا اطيان .. واليوم هم من يمتلكون كل الثروات .. والقصور والاطيان .. أعطوني اميرا واحدا لايمارس التجارة ولا البزنس ؟ اعطوني أميرا واحدا لا تربح تجارته ؟ظ فلماذا تخسر تجارة الاردنيين بينما تجارنهم دائما هي الرابحة ؟ فهل يضيرهم ان وقفوا الى جانب الاردنيين الذين منحوهم حياتهم وخيرات بلدهم ودافعوا عنهم .. أليس من واجبهم مشاركة الاردنيين في تحمل عجز الموازنة ؟ ألم يكونوا سببا في مدونية الاردن ؟ اليس الملك عبد الله هو ابو كل الاردنيين وهل من الانصاف ان يرى الاب ابناءه وهم يتضورون جوعا و ارصدة الهاشميين بالمليارات ان حبنا للملك لا يمنعنا من اسداء النصيحة له وعلى المنافقين الذين لا يعجبهم ما نقول ان ينخرسوا .. فالملك اليوم احوج ما يكون لنصيحة صادقة في وقت بات اصحاب النصائح يقبضون ثمن نصائحهم ويصدرون الفتاوى التي تخدم مصالحهم .. اعيد واكرر ان الاصلاح يبدأ من فوق .. والناس على دين ملوكهم ..
والاردنيون يمتلكون من الوعي والفهم وقراءة ما بين السطورما يحتم على العائلة المالكة ان تعيد النظر بمواقفها تجاه شعب منحها كل الثقة ولم تعد تنفعه المفرقعات الصوتية ولا الخطابات المنمقة .. الشعب الاردني مقهور لأن حفنة من الغرباء يتنغنغون على خيراته .. الشعب الاردني جائع والطعام امامه .. الشعب الاردني مقهور لانه يعرف الحقيقة كل الحقيقة ولم يعد يحتمل مزيدا من الصبر ليبقيها في داخله .. ايها الاردنيون من حقكم ان تعيشوا في بلدكم بكرامة وكبرياء .. وان تنالوا كل حقوقكم دون منة من احد .. ولا جميل من مخلوق .. من حقكم ان تحاسبوا كل فاسد اساء لكم او امتدت يده على اموالكم .. ايها الاردنيين ان القادم من الايام يحمل في طياته الشؤم والرعب بعد ان صرنا حاضنة استقطاب واستثمار لمآسي الاخرين ..فالمخططات اكبر من ان تتحملوا تبعاتها وسلاح الجوع والفقر الذي خطط له لكي تعيشوا في اكنافه سيحولكم الى متسولين .. ستنصاعون رغم انوفكم الى هيمنة من نوع جديد ..
فالمؤامرة عليكم وعلى وجودكم واضحة وجاهزة والمطلوب منكم في ظل هذا الجوع الا ان ترفعوا ايديكم وتستسلمون .. لقد خططوا لكم لتعيشوا فقراء في وطنكم مطبلين مزمرين تلهثون وراء لقمة عيشكم .. تستهلون يومكم بالسلام الملكي وتنامون على السلام الملكي ليس لكم وجود ولا قيمة .. فعليكم الان ان تقولوا كلمة الحق وان تضعوا مصلحة الاردن فوق كل مصلحة .. ومن أولى من الملك عبد الله ان يسمعها منكم مدوية مجلجلة وهو احوج ما يكون لكم ولصدقكم بعدما كثر الخراصون والمدهلزون الذين ان ظلوا جاثمين فوق صدوركم سيخنقونكم بوزنهم الثقيل ورائحتهم النتنة .. ايها الاردنيون ان ثبت ان الشعب الاردني والعشائر الاردنية والاجهزة الامنية قد شتمت من قبل الملك فوالله انها كارثة الكوارث ولا بد من سماع التسجيلات الصوتية التي تحدى بها الصحفي الامريكي كل من يشكك فيها لنكون على بينة من الأمر .. فان كانت مفبركة فلا بد ان نطأ على عنقه بأحذيتنا .. أما وان كان الامر غير ذلك فعندها لكل حادث حديث .