السبت، 29 يونيو 2013

خطاب الرئيس مرسي.. وتعليق هيكل!

خطاب الرئيس مرسي.. وتعليق هيكل!

سليم عزوز


لدينا في مصر المواقف ‘سابقة التعليب’، على طريقة البضائع التي تعد للبيع أو للتصدير.. وقبل خطاب الرئيس محمد مرسي، كان كثيرون قد حددوا موقفهم منه، فمن هم من شيعته قرروا تأييده ولو قال ‘ريان يا فجل’، في حين أن الذي هو من عدوه بيت النية على رفض الخطاب ولو كان وحياً يوحى، وهو أمر كاشف عن حالة الانقسام التي صارت عنواناً للمشهد السياسي الآن.
‘ريان يا فجل’ عبارة يستخدمها باعة ‘الفجل’ للترويج عن بضاعتهم، وقد يستبدلها البعض بعبارة أخرى هي ‘حرات يا فجل حرات’، بكسر الحاء، ولا يوجد معنى محددا لها من وجهة نظري، وعندما يتم استدعاء الجملة الأولي لوصف كلاما بعينه، فإنها تعني انه كلام بلا مضمون، أي أنه ‘أي كلام’، وعليه فلو قال مرسي ‘ريان يا فجل’، فسوف يهتف أنصاره: ‘تكبير’!
كان الخطاب فرصة لأن أنتقل إلى قناة ‘مصر 25′، ومنذ أن أثار باسم يوسف انتباهنا إلى شخص ‘خميس′ المذيع بها، قررت أن أتابع أداءه، لاسيما وأن باسم ينقل لنا مقتطفات ضاحكة له، وتعلمون أن القلوب تمل، وفي السابق كنت أشاهد توفيق عكاشة لأسري عن نفسي، لكن توفيق يتصرف الآن على انه زعيم، وله تلاميذ، فحياة الدرديري، المذيعة بقناته تقلده، وكأن روحه حلت فيها، وهي امرأة فكاهية للغاية، تبدو وهي تتحدث على الشاشة كما لو كانت تقوم بتجهيز ‘حلة محشي’ لزوجها العائد من العمل بعد قليل، ولا نستبعد في حالة تنفيذ قرار النائب العام بضبطه وإحضاره، أن تعلن أنها ستحمل راية النضال من بعده.
المشهد السياسي بات كوميدياً للغاية، ويكفي أن تتحدث لميس الحديدي عن دمها المراق في الثورة، وهي المسؤولة الإعلامية بحملة الانتخابات للرئيس المخلوع لتقف بنفسك على حجم الفكاهة المتناثرة في أرجاء الكون، وقد قرأت قبل قليل من كتابة هذه السطور على شريط الأخبار بفضائية ‘اون تي في: تواصل اعتصام ‘القوى الثورية’ أمام مبنى وزارة الدفاع.
هكذا منحهم نجيب ساويرس صفة ‘الثورية’، مع أنهم من تجمع ‘إحنا آسفين يا ريس′ بقيادة الزعيم توفيق عكاشة، والريس ليس هو المطرب الشعبي الراحل ‘متقال’ ولكنه حسني مبارك. وهي حركة قليلة العدد تطورت وفق نظرية ‘النشوء والارتقاء’ من مجموعة تذهب إلى المحكمة التي تحكم المخلوع، وترفع صوره وتعتدي على أسر الشهداء وضحايا الثورة، لتدافع عن حكم المجلس العسكري، ثم هرولت إلى عمر سليمان عندما قال إنه سيترشح للانتخابات الرئاسية، ثم انحازت للفريق احمد شفيق عندما رسا العطاء عليه.
هذه المجموعة ترابط منذ يوم الجمعة الماضي أمام وزارة الدفاع تطالب الجيش بالانقلاب على السلطة لكن قناة ‘اون تي في’ منحت القوم الصفة الثورية، وقد نسينا ان ساويرس باعها لمستثمر تونسي، ربما لأننا لم نصدق، وبدا لافتا انه في ظل ذلك ان المستثمر التونسي يبقي على المحطة كما هي، وبكل المذيعين العاملين فيها، بمن في ذلك جابر القرموطي، الذي يفخر نجيب بأنه اكتشافه، ولا نعرف سر إبقاء التونسي عليه، وهو ليس من اكتشاف غيره، إن كان هناك شخص تونسي فعلاً مجسم، ومحسوس، ومحدد المعالم، قد اشترى ‘اون تي في’!
يقولون إن الإعلام ‘عزوة’ ولا نعرف كيف فات أن يكرس التونسي هذا عزوته في الخضراء ولو ببرنامج في الفضائية المذكورة يتحدث عن تونس، وهو الذي جاء ليشتري محطة مصرية شحماً ولحماً، إلا إذا كان يتصرف وفق قاعدة: ‘من معه فرنك ومحيره يشتري به حمام ويطيره’.. و’الفرنك’ باعتباره وحسبما نشر أنه رجل أعمال تونسي يعيش في باريس.

الموجه السياسي

لم أشاهد في المأسوف على شابها ‘مصر 25′ الأخ خميس، الذي كان من خطباء مليونية القوى الإسلامية بميدان رابعة العدوية يوم الجمعة الماضي، ولكني وجدت هاني صلاح الدين يقدم برنامجاً، ويقال أنه صار مسؤولاً عظيماً بالمحطة الاخوانية. وهاني من الإخوان، لكنه الإخواني الوحيد الذي ينتمي إلى مدرسة توفيق عكاشة في الإعلام، وهي مدرسة ينتمي إليها كثيرون ممن نشاهدهم الآن، ومن إبراهيم عيسى إلى لميس الحديدي.. وكان هاني يهاجم إبراهيم عيسي صاحب ‘ وصلة الردح’ اليومية على قناة ‘القاهرة والناس′ ضد الإخوان.
اهتمام البسطاء بتوفيق عكاشة جعل هناك من يقلدونه، لكن التحدي الحقيقي الذي يواجههم يتمثل في باسم يوسف، فخفة الدم، وروح الفكاهة، تمثلان السهل الممتنع العصي على التقليد، وعيسى له محاولات سابقة لأن يكون مذيعاً ساخراً وكاتباً فكاهياً وفشل.
المذيع الخطيب، والموجه السياسي، صار هذا ما يميز إعلامنا، وفي ليلة الجمعة، شاهدت المذيع المحترف جمال الشاعر خطيباً، إذ شاهدت لقطات من خطبة الوداع التي أنهى بها برنامجه على احدي قنوات التلفزيون المصري، وقال انه استقال احتجاجاً على وقف برنامجه، ولم يكن سبق لي أن شاهدته، وقد احتفى به خيري رمضان على ‘سي بي سي’ في مداخلة، ووصفه خيري بأنه بلدياته، وتكلم صاحبنا ولم أفهم هل أوقف برنامجه احتجاجاً على ما وصفه بأخونة الإعلام، والتدخل في اختيار ضيوفه؟.. أم استقال لأنهم أوقفوا برنامجه؟!.. ولماذا أوقفوه؟ .. هل لأنه ضد الإخوان؟!
قبل أيام حللت ضيفاً على برنامج ‘مصر الأهم’ على القناة الثانية المصرية، وشاهدت وأنا في حجرة الاستقبال وفي الفقرة السابقة على فقرتنا ضيوفا عبر الهاتف للتعليق على بعض الأخبار، وهم معروفون بخصومتهم مع الحكم، وكانوا يقولون فيه ما قال مالك في الخمر، حتى هتفت: ‘أين الأخونة’؟!
لدينا في مصر استقالات تمثل قفزاً من المركب، عندما يرى البعض أن مركب الإخوان غارقة لا محالة، ومعظم المستشارين حول الرئيس استقالوا في مرات ظن البعض ان مصر ستطوي صفحة الحكم الإخواني، مع أن منهم من سعد سعادة ‘العبيط’ بيوم زواجه عندما جرى اختياره، لأنه نظر إلى المنصب على انه يمثل لوناً من ألوان الوجاهة الاجتماعية، فلم يكن الرئيس قد اختارهم ليقوموا بمهام، فالمهام موكولة للأهل والعشيرة.
في الأسبوع الماضي استقال رئيس تحرير جريدة ‘الأخبار’ احتجاجاً على وضع الصحافة المزري في ظل الحكم الحالي، مع أنه جزء من هذا الوضع المزري، وقد قام بمنع مقالات لعدد من الكتاب لأنهم كتبوا ضد الإخوان من جلال عارف، إلى أحمد طه النقر، إلى عبلة الرويني، انتهاء بيوسف القعيد، فكان يد الإخوان التي يعصفون بالخصوم بها.
صاحبنا لم يبق له سوى شهر على خروجه للتقاعد قانوناً، وهناك دعوة لثورة تستهدف الإطاحة بمرسي فقفز من المركب الغارقة، لكن جمال الشاعر لم يكن ممن تحملهم هذه المركب وهي تجري بهم في موج كالجبال.
الشاعر قال انه يتم إلزامنا بضيف اخواني في كل حلقة، وفي تقديري أن هذه ليست تعليمات خارج السياق، فالمطلوب أن يتم تمثيل الرأي الآخر، اللهم إلا إذا كان مطلوباً أن نستمر بعد الثورة في نفس منهج النظام البائد عندما كانت برامج تلفزيون الريادة الإعلامية تتحول إلى جلسات نميمة ضد الإخوان في غيبتهم!
لقد بدا جمال الشاعر مندهشاً لأن الكادر الإخواني الكبير الدكتور محمد البلتاجي رفض الظهور معه إلا منفرداً، فاته أن البلتاجي ليس اسماً فهو ‘حالة’، ومنذ نجاح الإخوان في البرلمان الذي تم حل احدى غرفتيه، والرجل تحول إلى كائن فضائي، ورفض الظهور في برامج معروفة، وفي قناة كبرى كالجزيرة مثلاً، لا منفرداً ولا في حضرة أحد، وهذا التنازل من هذه ‘الحالة’ هو انجاز عظيم!
ما علينا، فقد انتبهت إلى أنه ما دام الخطاب سيلقى من الرئاسة فالتلفزيون الرسمي سيكون هو المنوط به نقل البث المباشر، وقد قرأت في مذكرات عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار السابق، أن النقل المباشر من مسرح التلفزيون بالرئاسة، وفي مثل هذه المناسبات يتم بالضغط على زر في مكتبه وفي مكتب الوزير فيكون النقل من هناك، فلديهما شاشات تعرض كل ما يدور..
المتهرب من الضرائب
بعد قليل من الانتقال إلى احدى محطات التلفزيون سالف الذكر انتصب الدكتور محمد مرسي خطيباً، لم أكن أتوقع منه شيئاً، ونفيت أن يقيل الحكومة، فمثل هذا تنازل مغر للخصوم، فضلاً عن أن تمسك الرئيس بالدكتور هشام قنديل على ضعفه يذكرني بتمسك حسني مبارك بوزير داخليته حبيب العادلي على إجرامه، وقد استبعدت تماماً ما بثته احدى الفضائيات على لسان هماز مشاء بين الجيش ومؤسسة الرئاسة بنميم أن يقيل الرئيس وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في هذا الخطاب!
هناك ثلاثة أشخاص في المشهد الإعلامي المصري يعملون على تحريض الجيش على الرئاسة، وبفبركة أخبارا تنسب لمصدر عسكري دائما ‘يستحي من ذكر اسمه’، وأحياناً يكون المستهدف هو دفع الناس للتظاهر لمنح الجيش الغطاء الشعبي للقيام بالانقلاب على السلطة، وأي مراقب للمشهد بموضوعية سيقف على أن قيادة الجيش ليست راغبة في العودة إلى ممارسة السياسة، وقيل هذا في بيانات واضحة، لكن من يبغونها عوجاً لا يفقدون الأمل.
عندما سئلت ماذا تتوقع من خطاب الرئيس؟ .. أجبت: لا أتوقع شيئاً، لكن عندما استمعت له قلت انه الخطاب الثاني بعد خطابه الأول بميدان التحرير من حيث الأهمية.

للرأي العام

الرئيس لم يتوجه بخطابه لخصومه، فقد كان خطاباً للرأي العام ليحاصرهم، ولهذا جاء بسيطاً وكاشفاً وذاكراً لأسماء بعينها ومن أول صاحب ‘سي بي سي’ المتهرب من الضرائب، بحسب كلام الرئيس، إلى من يقومون باستئجار بلطجية استعداداً ليوم 30 يونيه، مروراً بذكر اسم القاضي المتهم بتزوير الانتخابات في سنة 2005 الذي ينظر قضية مرتبطة بالفريق أحمد شفيق.
كان مرسي يقول إن هؤلاء هم خصومه، وهي رسالة لا تخطئ العين دلالتها، وتمثل خطوة ضرورية لوضع النقاط فوق الحروف، وقد رأينا من قبل كيف ذهب صاحب ‘اون تي في’ إلى باريس بصحبة أسرته، وصور الأمر كما لو كان هروباً من بطش النظام، وعلى قواعد النضال السياسي، وفي مداخلة تلفزيونية مزق أنياط القلوب بقصة ابنه الذي اشتاق لأن يأكل ملوخية، التي حُرم منها لبطش نظام أراد أن ينتقم من الأسرة كلها بسبب نضال الوالد!
ولم يتحرك أحد من أهل الحكم للرد على هذا الكلام، لنكتشف بعد أكثر من شهرين وبالمصادفة أن الأزمة كانت على مستحقات للضرائب، جرى الاختلاف في تقديرها بين صاحبنا والمصلحة، وان المبلغ يتفاوت بين (5) مليارات، و (11) ملياراً، فلما سويت عاد وأسرته ليسبح في بحور الملوخية!
ولأن المواقف معلبة سلفاً، فقد وجد البعض في ذكر الأسماء ما يسيء لمقام الرئاسة، وهي القضية التي شغلت خصوم الرئيس في التعليق، فلم يتطرقوا للموضوع، ولم يعقبوا على ما ذكره من أرقام عن انجازات اقتصادية في عهده.. البعض ممن عز عليهم ان يكون الرئيس بسيطاً فيذكر أسماء خصومه في خطابه، ربما حسنو النية، فعلى مدي ثلاثين عاماً لم نسمع سوى خطابات خشبية، يفسد مبارك بلاغتها أحيانا بقراءته الفاقدة للإحساس دائماً.
ولم يكن الرافضون للخطاب سواء، فهذه البساطة حاصرت الخصوم، بيد أن المشكلة في ان الأستاذ محمد حسنين هيكل أخذته الجلالة وهو يسعى ليرضي محاورته لميس الحديدي على ‘سي بي سي’، فقال ان ذكر شخصيات بالاسم أمر غير مسبوق في التاريخ!
وكأنه نسي السادات، وهو يصفه بأوصاف تغني عن ذكر اسمه: ‘الصحفي صديق الرؤساء.. دا حتى بيفطر في رمضان’.. وقلت له يا شنودة عيب.. و’الواد بتاع الجماعة الإسلامية أنا ح اربيه’ ومرة أخرى ‘سأفرمه’، وعمر التلمساني الذي ذهب ليتحالف مع الشيوعيين ضده.. ورجل الأعمال رشاد عثمان، والولد المجنون بتاع ليبيا.. والشيخ كشك الذي أثار الفتنة في دول الجوار.. والشيخ المحلاوي المرمي في السجن زي الكلب.
الغرض مرض يا قراء.
‘ صحافي من مصر
azouz1966@gmail.com

الجمعة، 22 مارس 2013

الاردن و الهاشميين

الاردن قبل الهاشميين هل هو موجود أم بلا وجود؟؟

رم - محمود قطيشات

يظن كثيرون ان الاردن قبل الهاشميين كان خاويا من الثقافة والعلم ومن كل أشكال التقدم بل و يحلو للبعض ان يصف أرضه بالصحراء البلقع التي تفتقر لكل مقومات الحياة .. ولولا مجيء الهاشميين لاندثر الاردن وتلاشى ولاصبح في خبر كان وفي ذلك ظلم كبير للأردن ولرجالاته الذين نعتب عليهم كل العتب لصمتهم وسكوتهم على تجاوزات الهاشميين الذين اعتمدوا على غير الاردنيين من العائلات والاشخاص الذين ليس لهم أي علاقة بالاردن سوى انها مصدر وفير لتنمية ثرواتهم واستعباد الاردنيين وللاسف فقد سار الهاشميون على نفس النهج الذي اعتمدته بريطانيا القائم على فرق تسد فزرعت العداوة والبغضاء بين اهل البلاد عشائريا وجغرافيا لتخلوا لها الاجواء وتجعل الجميع يلوذون بها .. فمن يقرأ التاريخ جيدا ويتصفح اوراقه يلاحظ قبل مجيء الهاشميين انتشار مدارس الذكور والاناث ووجود بلديات كبيرة كانت تقوم بتقديم كل الخدمات الشمولية للسكان ..وأن هناك بيوتا فخمة وشوارع مبلطة وكان يوجد في بعض المدن الاردنية مطاعم ونزل ضيافة ( فندق صغير ) .. ولما جاء الهاشميون وجدوا شعبا طيبا وهو شعب صاحب كرامة يرفض الضيم ويأبى العبودية ..فتمددوا في الاردن أفقيا وعموديا معتمدين على اشخاص لا علاقة لهم بالاردن سوى انهم يرون في الاردن مزرعة لهم وللأسيادهم .. ومن الظلم المريب ان يقوم باحثون اردنيون بتعميق هذا المفهوم انطلاقا من مصالحهم الشخصية وتزلفى من الهاشميين بطمس دور ابناء الاردن بالكامل ليقولوا ان الهاشميين هم السبب وراء استمرار وجود الاردن و مصدر بقائه .
نعترف جميعا بأن للهاشميين فضل .. ولكن للاردن وللأردنيين عليهم ايضا أفضال .. فالفضل متبادل وان كانت النتيجة في النهاية لصالح الهاشميين اكثر مما هي لصالح الشعب الاردني بدليل حالة الفقر المدقع التي يعيشها الشعب الاردني والثراء الفاحش الذي يتنغنغ فيه الهاشميون الذين عندما جاء بهم الانجليز الى البلاد لمساعدتهم في طرد الاتراك لم يجدوا بيتا يأويهم فسكنوا في بيوت الاردنيين وهذا ليس من باب المنة بل من باب ذكر الحقيقة .. ولو نظرنا الى العائلة الهاشمية الان لوجدناها تمتلك الاردن بقضه وقضيضه وأن لديهم من الثروات ما لا يعلمه الا الله .. فليس من امير صغير او كبير ولا من اميرة ولا شريف ولا شريفة ولا صديق لهم ولا صديقه ولا نسيب ولا حبيب وما أكثرهم الا وهو يمتلك الاطيان والاقيان بينما يئن الشعب الاردني من وطأة الفقر والجوع .. لقد اغدق الهاشميون العطايا السنية لمن هب ودب وأسلموا رقاب الاردنيين للغرباء ومنحوهم الصلاحيات وقلدوهم ارفع المناصب وأصبح الجواز الاردني يصرف لمن يدفع أكثر وها هي النتيجة التي لا تخفى على أحد .. الاردني اليوم همه فقط ان يجد لقمة عيش يسد بها جوعه او مسكن يآوي فبه رأسه او حتى مترا من الارض ليدفن فيها عند موته ... لقد اصبحنا نعبد الهاشميين ونصلي لهم بعدما أفهمونا انهم مصدر رزقنا وسبب وجودنا فلولاهم لمتنا جوعا وعطشا .. أقول ما اقول ليس كراهية بالهاشميين الذين يمتد نسبهم الى الرسول المصطفى ولا نقصا من فضلهم ولكنني احببت ان انصف بلدي واعتز برجالات الاردن الذين لا ينكر فضلهم الا جاحد .. قد يظن مريب او شاك او محرّض انني ضد الهاشميين او انني اكرههم وهذا افتراء لا يحتاج مني الى دليل ادافع به عن نفسي ولكنني وجدت من باب الانصاف وحبي واعتزازي ببلدي وبرجالات وطني من شماله الى جنوبه أن أذكر ذلك وان كنت على يقين من انه لن يعجب المنافقين. انني كأردني لن ابرح الاردن ولن اتخلى عنه رغم اننا اصبحنا مثل ريشة في مهب الريح .. لا نعرف أي مصير مجهول ينتظرنا .. ومجرد ارقام لا قيمة لنا في اجندة الهاشميين الذين لهم في كل عاصمة اوروبية اكثر من قصر واكثر منمنتجع واكثر من استثمار ..
وها نحن نتراكض وراء المكارم الهاشمية للحصول على وظيفة او طرد خيري او معونة نقدية او منزل متهالك الاركان ونقف صفا في الطابور وامام العدسات والشاشات لمزيد من الاذلال لنا مع انه من حق كل اردني ان يعيش في بلده حرا كريما متمتعا بكل حقوقه ولا يجوز في أي حال من الاحوال ان تكون حقوق الاردنيين هي مكارم هاشمية ننحني ذلا وعبودية حين نحصل عليها .. ونتغنى ونرقص فرحا لمن يعطينا اياها .. فبأي حق ينهكنا الفقر ونحن نرى خيرات بلدنا في يد حفنة من اللصوص لأن لهم علاقة صداقة او قرابة او نسب مع الهاشيين .. الاردن الان على مفترق طرق والمخاطر تحيط به احاطة السوار بالمعصم ونحن ليس لنا حول ولا قوة سوى التغني بأمجاد الهاشميين .. دورنا فقط ان ننفذ ما يرسموه لنا وان نستسلم لقضائهم وننتظر مصيرنا المجهول .. أخشى ان يأتي اليوم الذي يتخلى فيه حكامنا عن الاردن ويقومون بحزم امتعتهم كما فعل غيرهم ويغادرون الى حيث تنتظرهم ارصدتهم واستثماراتهم ومشاريعهم السرية .. لقد اصبح كل ما في الاردن ملك للهاشميين بامتياز .. اما الاردن وسلامته ورجالاته الذي بنوا مجده فلا وجود لهم ولا مكانة فالشوارع كل الشوارع والجامعات والمدارس والمستشفيات وحتى دور العبادة والمراكز الثقافية كلها تحمل اسماء العائلة الهاشمية .. بنفسي ان أرى شارعا مهما في مدينة او قرية يحمل اسم احد ابناء المنطقة ممن كان له باع في خدمة بلده .. بنفسي ان يخرج الاردنيون عن صمتهم ويقولون ما في جعبتهم من كلام بعيدا عن الخوف والمساءلة ... فمن رضي عليه القصر دخل الجنة ومن غضب عليه النظام فجهنم مثواه .. اليس من العيب ان يكون لكل دول العالم نشيد وطني الا الاردن ففيه فقط سلام ملكي .. اليس هذا هو الظلم والاستهتار والاستخفاف بنا نحن الشعب الاردني .. اليس في اليمين الذي يقسمه الوزراء امام الملك اهانة للاردن اليس هذا هو الهوان بعينه .
اننا كأردنيين نرفض ان يكون الاردن للجميع ونرفض أن يكون الاردن لاشخاص من شتى الاصول والمنابت يحكمون الاردن ويذلون الاردنيين .. نرفض ان يكون الاردن وطننا للزعران والمرتزقة الذين لا نعرف اصولهم ولا انسابهم ..نقبل ان يكون الاردن بلدا للمهاجرين والانصار ولا نقبل ان يكون مرتعا لكل فاسد وموئلا لكل حرامي.. لقد تألمنا جدا كأردنيين حول ما تناقلته الصحافة من تصريحات منسوبة للملك نستهجنها جميعا ولا ندافع عن الملك الا اذا ثبت بالبرهان انها لم تصدر عنه .. كما نستغرب ردود فعل الاعلام الرسمي وبعض الاردنيين الذين سارعوا الى نفيها دون تمحيص او مناقشة باعتبار ان الملك معصوم والمعصوم لا يخطيء.. نحن بانتظار تصريح واضح ومحدد على لسان الملك لنفي كل ما ورد على لسانه لأن الصحفي الامريكي تحدى الجميع بتسجيلات صوتية للمقابلة. لقد اثبتت الايام ان الشعب الاردني هو دائما الضحية وربما كنا هو الشعب الوحيد الذي يدافع عن جلاديه ويشعر بالمتعة وهو تحت التعذيب .. ان مجلس نوابنا السابع عشر والذي فشل في اول ممارسة ديموقراطية له تحت القبة و قدم نموذجا سيئا للعالم يعيش هو الاخر تحت رحمة الهاشميين ولن يجرؤ على قول الحقيقة .. والمطلوب منه ان كان فعلا يمثلا ارادة الاردنيين ان يعقد جلسة طارئة ويطلب توضيحا من الملك ويتخذ القرار المناسب في ضؤ ما يتوصل اليه والا فان شأنه في ذلك سيكون شأن كل المجالس السابقة التي باتصال هاتفي تتغير مواقفها وتترنح ثوابتها .. كما أن الحكومات الاردنية والتي هي أسوأ حالا مما نتصور فندعوا لها وعليها بالرحمة ونصلي عليها صلاة الجنازة سلفا ..وانتظروا منها ما يرهق كواهلكم ولا تنتظروا منها ان تقترب من حمى القصر فهو خط أحمر من يقترب منه هالك لا محالة كما هو مصير كاتب هذا البيان.. لقد آن الاوان لنكون كلنا صادقين مع انفسنا وبلدنا قبل ان ننهض من سباتنا لنجد ربيعا أكثر قسوة من ربيع ما جاورنا من الدول .. فحالنا ليس بأفضل من أحوالهم وأوضاعنا ليست أحسن من أوضاعهم فكلنا بالهم شرق وكلنا داخلون في ذاك النفق الا اذا حصلت معجزة ..
ان احتراق الاردن بالربيع العربي او عدم احتراقه هو الان بيد الملك عبدالله الذي طالما دغدغ عواطفنا وأضحك مشاعرنا بتصريحات انشائية ارضت غرور البلهاء وزادت من قهر المقهورين فازددنا فقرا على فقر ومعاناة لم يعد يتحملها من يمشي على اربع .. وأتحدى الملك ان يجرؤ على الاقتراب من ساحة صديق العائلة باسم عوض الله واشقاء الملكة واخوالها وغيرهم الكثير الكثير اوحتى مجرد الاشارة اليهم اوحتى مجرد ذكر اسم واحد منهم او المطالبة بمحاكمتهم .. ان سكوت الاردنيين ليس سكوت رضى ولا صمتهم صمت ضعف بل انه حب الاردنين للاردن وخوف الاردنيين على الاردن .. بل انه الجمر تحت الرماد .. أما السؤال كيف للملك ان يخرج الاردن من دائرة الخطرالسياسي والاقتصادي والاجتماعي فهذا هو شأنه لانه هو من اوصل الاردن الى حافة الهاوية بسياسات وتهورات وقرارات غير مدروسة ولا مفهومة وعمل على تقديم من حقهم التاخير وتأخير من حقهم التقديم وترك الوطن مشاعا ونهبا لكل عابر سبيل .. اليس هو من عين محمد الذهبي مديرا للمخابرات العامة ؟ وقبله شقيقه نادر رئيسا للوزراء .. هل هناك دولة في العالم يكون مدير مخابراتها و رئيس وزرائها في نفس الوقت شقيقين .. وها هو محمد في السجن وها هو نادر في الجن الاكبر .. ان مما يدعو الى السخرية ان الدستور الاردني الذي نتغنى به كمنجز وطني يعفي الملك من كل أخطائه ويضعه في صفوف المعصومين من انبياء ورسل ... اليس هذا الدستور بحاجة الى اعادة نظر ؟؟ و نسال الله عز وجل ان يحمي الاردن من طارقات الليالي .. ان الاصلاح الحقيقي هو الذي يبدأ من فوق والناس كما يقال على دين ملوكهم ..فان صلح الراعي صلحت الرعية .. ان ثروة الهاشميين هي ملك الشعب الاردني وباعترافهم جميعا انهم عندما جاؤوا الى الاردن لم يكن يمتلك احدهم اكثر من قوت يومه .. ليس لديهم بيوت ولا قصور ولا اطيان .. واليوم هم من يمتلكون كل الثروات .. والقصور والاطيان .. أعطوني اميرا واحدا لايمارس التجارة ولا البزنس ؟ اعطوني أميرا واحدا لا تربح تجارته ؟ظ فلماذا تخسر تجارة الاردنيين بينما تجارنهم دائما هي الرابحة ؟ فهل يضيرهم ان وقفوا الى جانب الاردنيين الذين منحوهم حياتهم وخيرات بلدهم ودافعوا عنهم .. أليس من واجبهم مشاركة الاردنيين في تحمل عجز الموازنة ؟ ألم يكونوا سببا في مدونية الاردن ؟ اليس الملك عبد الله هو ابو كل الاردنيين وهل من الانصاف ان يرى الاب ابناءه وهم يتضورون جوعا و ارصدة الهاشميين بالمليارات ان حبنا للملك لا يمنعنا من اسداء النصيحة له وعلى المنافقين الذين لا يعجبهم ما نقول ان ينخرسوا .. فالملك اليوم احوج ما يكون لنصيحة صادقة في وقت بات اصحاب النصائح يقبضون ثمن نصائحهم ويصدرون الفتاوى التي تخدم مصالحهم .. اعيد واكرر ان الاصلاح يبدأ من فوق .. والناس على دين ملوكهم ..
والاردنيون يمتلكون من الوعي والفهم وقراءة ما بين السطورما يحتم على العائلة المالكة ان تعيد النظر بمواقفها تجاه شعب منحها كل الثقة ولم تعد تنفعه المفرقعات الصوتية ولا الخطابات المنمقة .. الشعب الاردني مقهور لأن حفنة من الغرباء يتنغنغون على خيراته .. الشعب الاردني جائع والطعام امامه .. الشعب الاردني مقهور لانه يعرف الحقيقة كل الحقيقة ولم يعد يحتمل مزيدا من الصبر ليبقيها في داخله .. ايها الاردنيون من حقكم ان تعيشوا في بلدكم بكرامة وكبرياء .. وان تنالوا كل حقوقكم دون منة من احد .. ولا جميل من مخلوق .. من حقكم ان تحاسبوا كل فاسد اساء لكم او امتدت يده على اموالكم .. ايها الاردنيين ان القادم من الايام يحمل في طياته الشؤم والرعب بعد ان صرنا حاضنة استقطاب واستثمار لمآسي الاخرين ..فالمخططات اكبر من ان تتحملوا تبعاتها وسلاح الجوع والفقر الذي خطط له لكي تعيشوا في اكنافه سيحولكم الى متسولين .. ستنصاعون رغم انوفكم الى هيمنة من نوع جديد ..
فالمؤامرة عليكم وعلى وجودكم واضحة وجاهزة والمطلوب منكم في ظل هذا الجوع الا ان ترفعوا ايديكم وتستسلمون .. لقد خططوا لكم لتعيشوا فقراء في وطنكم مطبلين مزمرين تلهثون وراء لقمة عيشكم .. تستهلون يومكم بالسلام الملكي وتنامون على السلام الملكي ليس لكم وجود ولا قيمة .. فعليكم الان ان تقولوا كلمة الحق وان تضعوا مصلحة الاردن فوق كل مصلحة .. ومن أولى من الملك عبد الله ان يسمعها منكم مدوية مجلجلة وهو احوج ما يكون لكم ولصدقكم بعدما كثر الخراصون والمدهلزون الذين ان ظلوا جاثمين فوق صدوركم سيخنقونكم بوزنهم الثقيل ورائحتهم النتنة .. ايها الاردنيون ان ثبت ان الشعب الاردني والعشائر الاردنية والاجهزة الامنية قد شتمت من قبل الملك فوالله انها كارثة الكوارث ولا بد من سماع التسجيلات الصوتية التي تحدى بها الصحفي الامريكي كل من يشكك فيها لنكون على بينة من الأمر .. فان كانت مفبركة فلا بد ان نطأ على عنقه بأحذيتنا .. أما وان كان الامر غير ذلك فعندها لكل حادث حديث .